ربما هو موضوع قد أسال الكثير من الحبر ..؟ ونطقت به الكثير من الفضائيات ...؟ لكن هل درسنا أسباب الظاهرة ...؟ وهل بحثنا عن الحلول اللاّزمة لها ...؟ لا أعتقد ذلك إن هذه الظّاهرة تستدعي منّا الوقوف ملّيا امامها وإجاد السّبل الصحيحة لجّثياتها من الجدور لكن قبل ذلك ...لنلقي نظّرة على المحيط الذّي يعيش فيه هذا الطّفل ونرى ماهي الأسباب الحقيقية وراء هذه الظّاهرة ..
نأخذ نموذجين الطفل الأول يعيش في جو أسري متوتر خلافات دائمة بين الأب والأم وشجارات لاتنتهي ومن تم لايوجد وقت للإهتمام به الأم دائمة الغضب عند أهلها الأب لايمكنه ترك العمل والمكوث بالبّيت أحيانا يشتري له ألعاب وهي عبارة عن رشاشات ومدافع وحتى سكاكين و مبرره في ذلك أنها مجرد ألعاب برامجه المفظّلة مشاهدة أفلام الكارتون التي تحتوي على مواد عنيفةوسامة يكون فيها البطل مقاتل من الدّرجة الأولى وأيضا لايمانع والده إن شاركه في مشاهدة أحد أفلام الأكشن خاصة الأمريكية وحجته مجرد طفل لايعرف شيء حتى لباسه لايهتم إن كان مناسب لسّنه أم لا..؟ أيام الصّيف يتأخر دخوله للّبيت وأيضا الحجة الجو حار في البيت وليس الوحيد الموجود في الشّارع في المدرسة يعاني من نقص الفهم والإستعاب ولا أحد يسأل عنه ولا يتوان عن الشّجار احيانا مع أقرانه وقت لعبه أكثر بكثير من الدّراسة ولو صادف وأن تشاجر مع طفل آخرمن الجيران لن يتوان في ضربه حتى ولو أدى ذلك إلى القتل فهو طفل لايدرك خلفيات ما قام به لأنّ العنف قد تولد لديه لدرجة الإجرام... لوعرضناه على مختص نفساني و سألنا عن محيطه الأسري والمدرسي وطريقة عيشه فإنه لن يتوان في إخبارنا أنّ هذه إحدى الأسباب التي جعلت منه مجرم وهو في عمر الطفولة ...
النموذج التاني طفل يعيش في جو أسري ممتاز والده دائما يرددّ قول الرّسول عليه الصّلاة والسّلام "صاحبهم في سبع وأظربهم في عشر" فهو أحيانا يصحبه معه إلى المّسجد لأداء الصّلاة يقوم في إسّتمرار بزيارة مدرسته والسّؤال عنه ينظم له وقته بين اللّعب والبيت يختار برامجه التي يشاهد وأصدقاءحتى الألفاظ التي ينطق بها ولعبه مجرد ألعاب لتنمية الذكاء ولا ينسى إقتناء بعض الكتب والقصص الخاصة بسنه حتى ينمّي لديه روح المطالعة حتى اللّباس يختار ما يناسبه حتى في غيابه لاتتوانى أمه على إكمال ما بدأه الوالد هذا الطّفل أصبح لديه طموح في ان يصبح شيء مذكور في المّستقبل لينفع مجتمعه ....لنقارن بين النموذجين أكيد يوجد فرق شاسع بينهما وأسباب معيشتهما فالأول محيط أسرته كان السّبب في إجرامه ففاقد الشيء لايعطيه أما الثاني فكان أهم شيء في حياة والداه إذا الأسرة هي المسؤول الأول والآخير عن إجرام الطفل وعنفه إذا ماأهملت جوانب كثيرة في التّربية ويبقى في الآخير أنّ الأولاد نعمة من الله ومسؤولية نحاسب عليها أمامه جلاّ وعلاّ ....ورسالة نقدمها لهذا المجتمع ربما تكون خير ..؟ وربما شرّ ..؟ في أيدينا الإختيار .....ويبقى الموضوع مفتوح للّنقاش ....فطيمة88