سلام الله عليكم جميعا:
منّ منّا لا يعاني من هذا المرض الخفيّ غير الملموس
منّ منّا لم يؤثر فيه هذا الوّحش فسرق النّوم من عيونه لأيام ...؟ منّ منّا لم يدق أبواب الأطباء والنّفسانيّين ...؟يبحث عن الدّواء لهذا الدّاء .لكن هل يوجد من عرف سبب قلقه ....؟ هلّ هناك من وجد له الشّفاء ....؟ الأكيد النّادر هو الموجود لأنه يصعب إيجاد الوسائل للّتخلص منه في عصرنا هذا .
دعونا نلقي نظرة على مسببات هذا القّلق لايختلف إثنان أنّ الضغوط اليّومية في حياتنا بكل مشاكلها وعوائقها التّي نعيشها فيها لها الأثر الكبير في إصابتنا بهذا المرض المتوحش حتى صار رفيقنا الدائم ولنّ ننّكر إنّ قلنا أنّ تسرعنا في الحياة وجرينا وراءها ومحاولة تحقيق كلّ شيء في مدّة قصيرة هو ما يوترنا ويصيبنا بالقّلق مع أنّ الرّسول صلى الله عليه وسلم قال: في ما معناه أنّ الإنسان إذا كان يملك قوت يومه فهو أغنى النّاس .إذا لماذا يأخذنا التّفكير لدرجة القّلق من الغد وماتلاه ...؟ والله قد قدّره وكتبه ووحده من يعلم بغدنا .هل هذا يعني تركه دون التّفكير فيه...؟ طبعا لا...؟ أكيد نفكر فيه ولن يكون تفكيرنا عبر الرّموت كنترول ونحن نبحث عن إحدى البرامج نكمل بها اللّيل لأنّ الغد يكون بالعمل الدئوب والإجتهاد وتقديم الأسباب دون قلق ومن تم نترك التوفيق والمكتوب من الله . أظنّ هذا سيزيل عنّا القليل من القلق .
أتبثت دراسة أمريكية عن الأمراض التي تعود أسبابها بالدّرجة الأولى لهذا القلق فكانت معضمها إنّ لم نقل كلها ..نذكر منها على سبيل المثال لاالحصر ( أمراض القلب السّكري ضغط الدّم المعدّة القلون......) وحتى السّرطان كان له نصيب من هذا الوحش الخفيّ.
يقول العالم النفساني (ديل كارنجي) في كتابه (دع القلق وإبدأ من جديد)إننّا نقف على حدود الماضي الأخيرة وعتبة المسّتقبل ونحن لانملك تغير الماضي ولا رسم المسّتقبل بالصّورة التي نشاء فلماذا نقتل أنفسنا حسرة على شيء لانستطيع تغيّيره ...؟ أو نحترق قلقا من جراء شيء لانضمن كيف سيتم...؟ طبعا كارنجي محق في ما قال الغد وما تلاه علمه و حكمه عند الله ولم يختلف الداعية الدكتور (عائض القرني ) عن كارنيجي في كتابه (لاتحزن) لما قال : إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولاذية صارمة عارمة لأخضعتها لنظرية ( لن أعيش إلاّ هذا اليوم) حينها تستغل كل لحظّة في هذا اليوم في بناء كيانك وتنمية مواهبك وتزكية عملك فتقول للّيوم :أهذب ألفاظي فلا انطق هجرا أو فحشا أو سبّا أو غيبة للّيوم فقط سوف أرتب بيتي ومكتبي فلا إرتباك ولابعثرة وإنما نظام ورتابة للّيوم فقط سوف أعيش فأعتني بنظافة جسمي وتحسين مظهري والإهتمام بهندامي والإتزان في مشيتي وكلامي وحركاتي...
لاحظوا معي هذه الكلمات ماذا لو عشناها ليوم فقط ...؟
هلّ سيصيبنا القلق ولو لثواني ..؟ الأكيد لا إذا لماذا
نستحظر ا القاتل الخفيّ لحياتنا ونحن نعلم مسبقا أنه يسبب الكوارت لنا أظّن أنّ هذه صفة إبن أدم وحواء
في الأخير لنكررّ معا هذه الآية ( ألا بذر الله تطمئن القلوب) رددوها أعزاء القرّاء كلما هاجمكم الوحش الخفيّ .
......................فطيمة88....................