الاختصاصية في علم النفس التربوي الدكتورة بشرى قبيسي تطلعناعن صفات الطفل المسؤول:
المسؤولية هي معرفة الطفل بأن ثمة واجبات ملقاة على عاتقه لا بدّ له من الإتيان بها، على أن تكون بالطبع مناسبة للمرحلة العمرية التي يمرّ بها بحيث لا تشكّل عبئاً ثقيلاً عليه وضغطاً مزعجاً، سواء نفسياً أو جسدياً. كما تشمل القدرة على التعبير براحة نابعة من ثقة بالنفس عالية مصحوبة بالمبادرة والإقدام.
لدى كل الأطفال استعداد فطريّ لتحمّل المسؤولية والتدرّب على القيام بها وتعلّم مبادئها وقوانينها، حيث يشبّه الكثيرون الطفل بـ«الاسفنجة» القابلة لامتصاص سمات المحيط الموجودة فيه. بمعنى آخر، إن البذرة موجودة داخل كل طفل، ولكنها تحتاج إلى بيئة صالحة تتولّى الرعاية والاهتمام والتدريب والتعليم لكي تنمو وتثمر شخصية مسؤولة فعّالة في محيطها الأسري، والمجتمعي تالياً.
التربية والتدريب :
بات من غير المستغرب الحديث عن تأثير المرحلة الرحمية في تكوين شخصية الطفل النفسية. من هنا، تبدأ الخطوات الأولى في التربية الواجب مراعاتها من قبل الوالدين، حيث يتوجّب عليهما توفير «بيئة رحمية» هادئة ومناسبة، بعيداً عن الانفعالات المبالغ بها والمشاعر والأفكار السلبية شديدة الوطأة على الجنين، ما يعكّر صفو عالمه الرقيق.
بعدها، تأتي مرحلة الطفولة المبكرة والتي يعتمد خلالها الطفل على حاستي السمع والبصر بشكل أساسي حتى يكاد يشبه آلتي التصوير والتسجيل، حيث لا يغفل تفصيلاً أو إشارةً إلا ويلتقطها. وفي هذه المرحلة، يقوم الطفل بتخزين كل ما تقع عليه عيناه أو تسمعه أذناه. لذا، ينبغي بالأهل مراعاة العبارات التي تصدر عنهم أو التصرّفات والسلوكيات التي تطبع يوميّاتهم.
وفي الموازاة، يجدر الحرص على تلقين الطفل وتدريبه على تحمّل المسؤولية، وذلك ...
يتبع........
فطيمة88