سألني احدهم من انت ؟
فاطرقت هنيةً ثم قلت ,,
لي مع هذا السؤال تاريخ طويل وقصص لم يكتبها حتى الو العقول ويعجز عن رسمها اصحاب الريشة ...
فأنا انسان ولد بظلمه المكان والزمان , فمنذ طفولتي وانا لا ارى سوى الظلام
فقد كنت سجينه, الذي لا يرى سواه حتى انس به بره من الزمان وحقبة من
الاعوام .
واسمع ياصديقي الجواب ان اردت ذالك ,
قبل انا ارى النور كنت حبيس سجن لا اعلم ماسبب سجني كنت طفلآ حينها كل
ماكنت اراه في ذالك الوقت امرأه كنت احيانآ اناديها امي واحيانآ كثيره
لاتخرج تلك الكلمة الرائعه من فمي ! لا ادري ان كنت عاجز بنطقها ام اني لم
اكن اضع تلك الكلمة بمكانها الصحيح ؟! كنت كل ما اراه بذالك الوقت تلك
المرأه ومجموعة من الرسوم المتحركه اتسلى بها ان مللت الملل , مرت ايامي
الاولى اثقل من نهار الصيف , وابرد من لليلي الشتاء , وما ان انقضت سنواتي
الاربع الولى من عمري حتى رئيت اشعة الشمس التي احرقتني قبل ان تدفئني وجدت
نفسي وقتها بين يدي اناس لا يرحمون ولا يعلمون للرحمه وجه , وجوه اشبه
بتلك الظلمة التي كنت اعيشها بالسابق بل اشد ظلمة , كانو يحملوني بالنهار
كثيرآ ويجبروني على المسير بالطرقات باحثآ عن لقمة عيشي كنت اجمع اوراق
ماكنت اعلم ماهي ! ولم اجمعها ؟
وكان اذا اتى الليل وبدى الاطفال باللعب كنت انا لعبتهم المفضله حتى يرق
قلب احدى نسائهم لتحمليني من بيني ايديهم لتحنو عليا قليلآ ثم ترميني اليهم
مرةً اخرى ماكنت اعلم مالذي يضايقها لو نظرت الي ؟ وما صنعتي بها حتى
تعيدني الي جحيم اولادها؟ علمت فيما بعد اني اتسول وكنت ابحث عن المال وهو
سبب نعيم الاغنياء وبؤس الفقراء , واني لن آكل مالم اجمع منها الكثير ,
انتهى عامي الخامس وانا اتنقل بيني يدي اولائك النساء - فالمرءه التي
تحملني تعود برزق وافر ذالك اليوم - فكنت كثير ما اصنع بينهم الاختلاف
بالنهار وما ان يعود الليل حتى يعيدوني لعبة لاولادهم
انقضى نصف عامي السادس , فما كان خير مما قبله فقد القي القبض على اولائك
المتسولين من قبل مكافحة التسول وحملنا للتوقيف وعلمت ان اولائك الناس
مجهولوا الهويه وان تواجدهم بالبلد بصوره غير نظاميه فكانت هيا الطامة
الكبري فقد عزموا على ترحيلهم وانا معهم وما ان اقترب موعد الترحيل حتى قدم
احدهم ليحملنا الي السيارة التي تقلنا , فكان ينظر اليا كثيرآ فاجد
بنظراته الرعب والخوف فسألهم هذا الولد لا ينتمي لكم ؟ فلون بشرته بيضاء
وانتم لستم كذالك ! من اين لكم به ؟! فأجابت تلك المرأه التي كانت تحنو
عليا بره من الوقت فقال لها اتت الينا امره بسيارة فارهه واعطتنا هذا الصبي
ومعه مجموعة من المال وقلت من تربيه تاخذ ما يملك فتدافعنا كل منا تريد
المال لا الصبي ,
ما ان سمع القصه حتى تركنا وذهب فعاد وعاد معه رجل ابيض الوجه قليل اللحيه
فحملني منهم وامر بترحيلهم , فاخذ يسأل ما اسمك ؟ وانا لا اجيب فتذكرت ان
المرءه الاولى كانت تقول لي يابني أوشكت ان اقولها الا ان احدهم دخل فتركني
وانصرف وبعد قليل من الوقت عاد وحملني معه بسيارته الخاصه وذهب بي الى
منزله وما اني دخلت حتى وجت تلك الانفاس تعود اليا من جديد فما أن رئيتها
وكاني غريب اشاخته الغربه فوجد بتلك النفس الطاهر ام له , ادخلني منزلها
وانصرف حاملآ معه تلك النفس الزكيه التي احببتها من اول وهله وبعد بضع
دقائق عادا يحملان بوجههما ابتسامة هدئت لها نفسي ووجدت بها ظالتي فابتسمت
وكأني لم ابتسم قبل اليوم حملتني بحظنها فأخذت اتنفس وكأني لم اتنفس قبل
تلك اللحظة قط , واخذت تلاطفني باجمل الكلمات وتلاعبني باجمل الالعاب حينها
دخل ذالك الرجل وبيدها العاب ولباس جديد فما حفلت بالالعب فقد وجدت بتلك
النفس كل ما ينقصني بتلك الحياه .
اخذتني لاستحم وقد كانت اخر ذكرها يوم كنت بالرابعه من عمري , بعد ان ابدلت
ملابسي وجدت نفسي قدت تبدلت وان حياتي قد تبدلت فكل الاشياء التي كنت احلم
بها اصبحت واقعآ ملموسآ اخذتني الي المطبخ فاكلت حتى رم عضمي وحملتني الي
السرير فنمت نومة حلمة فيها بالكثير من الاحلم فتارة اراني اطير واخرى
اراني اسير بجنة تلك المرأه التي مافارقتني حتى في منامي .
فلله درها كم هيا رائعه فهي الملاك الذي انار لي طريقي ...