فرضت الظروف المعيشية والتغييرات الاقتصادية خطراً من نوع خاص بات يلاحق البيوت العربية، مستهدفاً الشباب العربى من الجنسين
وقد أوضحت الإحصائيات أن العنوسة لا تقتصر على النساء فقط فهناك نسبة كبيرة
من الرجال يعانون من اللواتى تخطين 34 عاماً، دون زواج 2.37%،وهو ما
يعنى أن أكثر من نصف النساء غير متزوجات
وفى الجزائر كشفت الأرقام الرسمية، التى أعلنها الديوان الجزائرى للاحصاء
أن هناك أربعة ملايين فتاة لم يتزوجن بعد، على الرغم من تجاوزهن الرابعة
والثلاثين، وأن عدد العزاب تخطى 18 مليونا من عدد السكان البالغ 30 مليون
نسمة
وتقف أسبابٌ عديدة وراء تفاقم هذه الآفة، ولعل أهمها الأسباب الاقتصادية؛
حيث تعيش المدن الكبرى، وبخاصة الجزائر العاصمة التي يتمركز بها 5 ملايين
جزائري، أزمة سكن حادة منذ استقلال الجزائر في صيف 1962 وما تلاه من نزوح
ريفي واسع إليها وإلى المدن الكبرى بحثاً عن سبل العيش الكريم واستجابة
لإغراء نداءات المدنية الحديثة.
ونظراً لاكتظاظ الشقق السكنية بأفراد العائلات، فقد نتج عن ذلك تأخر سن
زواج أبنائها إلى غاية إيجاد سكنات أخرى، وهذه الظاهرة غير موجودة في
الأرياف التي «تعاني» ظاهرة عكسية وهي الزواج المبكر بسبب بساطة العيش
وإمكانية توسيع السكن العائلي بسهولة للأبناء المتزوجين، ليشمل أسراً جديدة
داخل العائلة الكبيرة، وهي مفارقة غريبة بين المدينة والريف بالجزائر.
وبرغم الجهود التي بذلتها الجزائر منذ الاستقلال لمعالجة أزمة السكن، إلا
أنها ما فتئت تتفاقم بسبب السرعة السكانية العالية، حيث تضاعف الجزائريون
ثلاث مرات منذ الاستقلال في 1962 إلى الآن وانتقلوا من 12 مليون نسمة إلى
قرابة 35 مليون نسمة الآن. ويشكل الشباب، من الجنسين، نسبة 75 بالمائة
منهم. ويُضاف إلى ذلك ارتفاعُ نسبة البطالة وقلة فرص العمل وضعفُ الأجور،
ما يجعل حتى الحاصلين عن فرص عمل يقضون سنوات طويلة قبل ادخار المال اللازم
لتكاليف الزواج المختلفة، لاسيما وأن المهور باهظة، وقد اشتكى الجزائريون
كثيراً من هذه المشكلة واعتبروها إحدى العقبات التي تعسِّر زواجهم