أسلوب الشرط
هو الربط بين حدثين يتوقف ثانيهما على الأول .
نحو : إن تدرسْ تنجحْ في الامتحان .
جملة الشرط تتكون من جملتين ، تسمى الأولى: جملة فعل الشرط .
وتسمى الثانية :جملة جواب الشرط .
أدوات الشرط الجازمة : إن ، إذما ، من ، ما ، مهما ، متى ، أيان ، أنى ، أين ، حيثما ، كيفما ، أي .
ـ حرفا الشرط : إنْ ، وإذما .
قوله تعالى : { إن تمسسْكم حسنة تسؤْهم }.
ونحو : إذما تجتهدْ تنلْ جائزة .
إنْ : حرف شرط جازم ، يفيد تعليق الشرط بالجواب فقط
ولحرف الشرط " إن " استعمالات كثيرة :
1 ـ غير أنه قد يأتي بعدها اسم ، نحو : إنْ محمدٌ تأخر فعاقبه
إن : حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
محمد : فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المتأخر والتقدير : إن تأخر محمد فعاقبه
وقوله تعالى : { وإن أحد من المشركين استجارك }.
إمَّا : أصلها إنْ الشرطية مدغمة مع ما الزائدة نحو :
إمَّا يفز محمد فأعطه جائزة .
وقوله تعالى : { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف } .
إلا : أصلها " إن " الشرطية مدغمة في " لا " النافية نحو :
إلا تحضر الامتحان ترسب .
ومنه قوله تعالى : { إلا تنصروه فقد نصره الله } .
إذما : حرف شرط جازم
نحو : إذ ما تكتمِ الأسرارَ يتقْ الناس بك
ـ أسماء الشرط :
من :
اسم شرط للعاقل ، تربط بين فعل الشرط ، وجوابه بذات واحدة عاقلة . نحو : من يحفظ القصيدة ينل درجة .
وقوله تعالى : { فمن يعملْ مثقال ذرة خيرا يره }.
وقوله تعالى : { ومن يتقِ الله يجعلْ له مخرجا } .
ما :
اسم شرط لغير العاقل ، لكونه يربط بين جملتي الشرط بذات واحدة غير عاقلة . نحو : ما تفعلْ من شيء يعلمْه اللهُ .
وقوله تعالى : { وما تفعلوا من خير يوفَّ إليكم }.
مهما :
اسم شرط مبهم يربط بين فعل الشرط وجوابه بذات واحدة مبهمة ، وإبهامه يجعله لغير العاقل .نحو : مهما تبذلوا في العمل من جهد فلن تنجزوه اليوم .
وقوله تعالى :{ وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين }.
وقول زهير بن أبي سلمى :
ومهما تكنْ عند امريء من خليقة - وإن خالها تخفى على الناس تعلم
متى :
اسم شرط جازم يفيد الزمان ، فهي تربط الجواب ، والشرط بزمن واحد . نحو : متى تخلصْ في عملك تنلْ رضى الله .
ومنه :
أنا ابن جَلاَ وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
5 ـ أيان :
اسم شرط للزمان المستقبل .
نحو : أيان تطعِ اللهَ يساعدْك .
6 ـ أنّى :
اسم شرط يفيد المكان ، يربط الشرط والجواب بمكان واحد .
نحو : أنّى تدعُ اللهَ تجدْه سميعا ، ونحو : أنى تأته تأت رجلا كريما .
7 ـ أين :
اسم شرط للمكان : أين تسقطِ الأمطارُ تخضر المراعي .
ويكثر اقتران " أين " بـ " ما " الزائدة بحيث تصبح معها كالكلمة الواحدة .
نحو قوله تعالى : { أينما تكونوا يدركّم الموت } .
8 ـ حيثما :
اسم شرط للمكان . نحو : حيثما تستقمْ يقدرْ لك اللهُ نجاحا .
وحيثما تذهبْ تجدْ أصدقاء .
ويشترط في " حيث " لعمل الجزم أن تتصل بـ " ما " الزائدة ، وبدون " ما " تكون " حيث " ظرفا مكانيا غير جازم .
كيفما :
اسم شرط يدل على الحال ، ويشترط في عملها أن تقترن بـ " ما " الزائدة ، كما هو الحال في " حيثما " ، و " إذما "
أي :
اسم شرط معرب مضافة لما بعدها من الأسماء المفردة .
نحو : أيُّ مال تدخرْه في صغرك ينفعْك في الكبر .
ومنه قوله تعالى : { أيًا ما تدعو فله الأسماء الحسنى } .
وتضاف إلى غير العاقل . نحو : أي كتاب تقرأْه ينمِ ثقافتك .
وتضاف إلى المصدر ، فتعرب مفعولا مطلقا .
نحو : أي ادخار تدخره يدعم مستقبلك .
وتضاف إلى الزمان ، أو المكان ، فتعرب مفعولا فيه .
نحو : أي ساعة تحضر تجدني في انتظارك .
ونحو : أي بلد تسافر تجد أصدقاء .
اقتران جواب الشرط بالفاء
1 ـ قد يأتي فعل الشرط مضارعا ، وجوابه مضارعا .
نحو : من يدرس ينجح . ومنه قوله تعالى : { من يعمل سوءا يجز به } .
2 ـ وقد يأتي فعل الشرط مضارعا وفعله ماضيا .
نحو قوله تعالى : { لو نشأ لجعلناه حطاما }.
3 ـ قد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه ماضيا .
ومنه قوله تعالى : { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم }.
وقوله تعالى : { إن شاء جعل لكم خيرا } .
4 ـ وقد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه مضارعا .
نحو : حيثما أقمت تجد أصدقاء .
ومنه قوله تعالى : { من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه } .
وقوله تعالى : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم }.
أن جواب الشرط قد جاء أفعالا ، إما مضارعة ، وإما ماضية ، وأن هذه الأفعال تصلح دائما أن تكون جوابا للشرط ، للأسباب الآتية :
لم تكن أفعالا منفية بما ، أو لن .
لم تكن أفعالا مسبوقة ببعض الحروف التي تخرجها عن مجال عملها الصحيح ، كالسين ، وسوف ، ولن .
5 ـ لم تكن جملا اسمية .
اقتران جواب الشرط بالفاء ، بعد أن عرفنا متي يكون جواب الشرط صالحا للشرط ، ومتى لا يكون صالحا له . وعندما لا يكون جواب الشرط صالحا لأن يكون جوابا للشرط ، وتدخل عليه الأداة وتجزمه يجب اقترانه بالفاء ما عدا الأفعال الماضية التي لم يرد ذكرها في القائمة السابقة ، وحينئذ تكون جملة جواب الشرط بما فيها الفاء في محل جزم بأداة الشرط الجازمة ، والفاء حرف يدل على السببية ، ووظيفتها الربط بين الشرط وجوابه .
وإليك بعض الأمثلة على اقتران جواب الشرط بالفاء : ــ
1 ـ يجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا كان جواب الشرط جملة اسمية .
نحو : إن تدرس فالنجاح حليفك .
وقوله تعالى : { من جاء بالحسنة فله خير منها } .
2 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية فعلها جامد : نعم ، وبئس ، وعسى ، وليس . نحو : قوله تعالى : { فإن أكرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا } .
وقوله تعالى : { ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء } .
3 ــ إذا كان الجواب جملة فعلية طلبية ، أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما .
نحو : متى تقرأ القرآن فاقرأه بتدبر .
ونحو : إن ترد الأجر فلا تهمل العمل .
وقوله تعالى : { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول }
ومثال النهي : من يتوانى عن فعل الخير فلا تنتظر له نجاحا .
ومنه قوله تعالى : { قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني } .
ومثال الاستفهام : متى تسافر فهل تأخذ معك متاعا .
ومنه قوله تعالى : { وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده }
4 ـ إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها منفي بـ " ما ، أو لن ، أو لا " .
نحو : من يرد أن يتعرف على الدين فما يعوزه الدليل .
ومنه قوله تعالى : { إن توليتم فما سألتكم من أجر } .
ونحو : من يعتذر فلن نقبل عذره .
ومنه قوله تعالى : { ومن يضلل فلن تجد له أولياء من دونه }.
وقوله تعالى : { إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم }.
وقوله تعالى : { فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره }
5 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية مسبوقة بـ " قد ، أو السين ، أو سوف " .
نحو : من يتفوق فقد يفوز بالجائزة .
{ من يطع الرسول فقد أطاع الله }.
ومثال السين : من يفعل الخير فسيجده عن الله .
ومنه قوله تعالى : { ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما } ..
ومثال سوف : متى تفز فسوف تنال جائزة .
: { وإن خفتم عليه فسوف يغنيكم الله من فضله }..
فوائد وتنبيهات
1 ـ يجب أن تكون جملة فعل الشرط جملة فعلية ، ولا يصح أن تكون غير ذلك .
نحو : من يفعلْ ... ، إن تدرسْ ... ، ما تعملْ ... ، متى تسافرْ ... أين تقمْ .
أما جملة جواب الشرط فالصحيح أن تكون فعلية ، ولكنها قد تأتي جملة اسمية ، وعندئذ لا تصلح أن تكون جوابا للشرط واقعا عليها عمل الأداة ، بل تكون الجملة والفاء المقترنة بها في محل جزم جواب الشرط ،
2 ـ إذا جاء فعل الشرط ، أو جوابه ماضيا فإن عمل أداة الشرط لا يقع عليه مباشرة كما هو الحال في جواب الشرط الجملة الاسمية ، ولكن عمل الأداة فيه يكون تقديريا . أي : تكون جملة جواب الشرط في محل جزم .
3 ـ إذا جاء بعد جواب الشرط المجزوم فعل مضارع مقرون بالفاء ، أو مسبوق بالواو ، جاز فيه الجزم عطفا على الجواب ، وجاز فيه الرفع على الاستئناف ، كما جاز فيه النصب على إضمار " أنْ " المصدرية الناصبة .
نحو : إن تدرس جيدا تنجح في الامتحان فيفرح بك والداك .
فيجوز في " فيفرح " الأوجه الثلاثة .
ومنه قوله تعالى : { وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء } .
ومثال العطف بالواو : متى تحضر نكرمك وتقم عندنا يوما أو بعض يوم .
ويقال هذا في الفعل المضارع المتوسط بين الشرط وجوابه ، واتصلت به الفاء ، أو الواو . نحو : من يجتهد فيسر به والداه ينجح . أو : من يجتهد ويسر به والداه ينجح . فيجوز في الفعل " فيسر " الجزم عطفا على فعل الشرط ، أو النصب بأن المصدرية المضمرة وجوبا بعد فاء السببية ، أو الرفع على الاستئناف .
ـ يجوز أن تحل " إذا " الفجائية محل " فاء " السببية في الربط بين جملتي فعل الشرط وجوابه ، ولا يتأتى ذلك إلا بالشروط الآتية :
أ ـ أن يكون جواب الشرط جملة اسمية .
ب ـ ألا تكون الجملة الاسمية منفية ، أو مؤكدة بـ " أنَّ " المشبهة بالفعل .
ومثال حلول " إذا " الفجائية محل الفاء قوله تعالى : { فلما نجاهم إذا هم يبغون }
ومنه قوله تعالى : { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون }.
فجواب الشرط في الشواهد السابقة عبارة عن جملة اسمية غير منفية ، ولم تسبقها أنَّ المشبهة بالفعل لذلك جاز أن تحل " إذا " الفجائية محل " الفاء " .
ـ لقد ذكر كثير من النحاة أن " كيف " أداة شرط جازمة بشرط اقترانها بـ " ما " الزائدة .
وقد ذكرها البعض بأنها شرطية غير جازمة ، ويأتي الفعل بعدها مرفوعا شرطا وجوابا إذا كان مضارعا ، ولكن أكثر كتب النحو القديمة لم تذكر أن " كيف " سواء اتصل بها" ما " أم لم تتصل أنها من أدوات الشرط مطلقا جازمة ، أو غير جازمة .
والكوفيون يجيزون جزم الشرط والجواب بكيف وكيفما قياسا ، ولا يجيزه البصريون إلا شذوذا .
ويقول سيبويه وكثير : " يجازي بها معنى لا عملا ، ويجب أن يكون فعليها متفقّي اللفظ والمعنى .
نحو : كيف تصنع أصنع . ولا يجوز كيف تجلس أذهب . باتفاق .
ويستطرد سيبويه فيقول : سألت الخليل عن قوله : كيف تصنع أصنع ـ بجزم الفعلين ـ فقال : هي مستكرهة وليست من حروف الجزاء ، مخرجها مخرج المجازاة يعني في نحو قولهم : كيف تكون أكون لأن فيها معنى العموم الذي يعتبر في كلمات الشرط