سلام الله عليكم جميعا :
عجبّا لعرب هذّا الزّمان ففي الوقت الذّي نجد فيه أمم تحترم نفسهاتفكر في كيفية البّقاء في عالم لايعترف بالضّعفاء، تخطط كيف تتّصدى لكل من يفكر في الإعتداء عليها وكيف تحمي نفسهامن هذا الإعتداء، نجد الأمة العربية التّي إلتصقت بها صفة الإسلام تبحث في مزابل الغير لتخرج لنا بقمامة تسمى تلفزيون الواقع ببرامج كل ما يقال عنها أنها مفرقة الجماعة ، أعرف أنّ هذا الموضوع قيل فيه الكثير من الكلام ، وأسيل حبرا كثير لأجله لكن الذّي جعلني أعود إليه هو إهتمام أطفال في عمر الزّهور بهذه البّرامج بدل الإهتمام بمقرارّتهم الدّراسية وهنا نتسأل عن رقابة الأولياء لأبنائهم ، كيف يسمحون لهم بمشاهدة ما لايشاهد .
دائما كنت أتمنى لو كانت هذه البّرامج التّي يصرف عليها الملايّين لأعظم إختراع ....لأعظم إكتشاف ....أحسن إبداع ....أحسن صناعة ...إلخ في كل العلوم حتى نعطي فرصة لنوابغ تحت الظّلام .دائما نتسأل إن كانت هذه البرامج تعود بالفائدة على المجتمع أم لا....؟ لكن ماذا نقول في أمة تنسلخ مما بقيّ لها من قيم ثم في ما سينفعنا هؤلاء المتخرجون من تلفزيون الواقع ، هل سيعدوا مجدنا الضائع ..؟ وأرضنا السّلوبة وثراوتنا النهوبة ...؟ وغير ذلك ، ثم أين من سبقوهم من خريجي هذه البرامج ..؟ .
الحقيقة التّي يعرفها الخاص والعام أنّ هذه الآخيرة ماهي إلاّ الوجه الآخر للقضاء على ما بقيّ من أخلاق وقيم وسرقة أموال الغّير عن طريق الإتصال .
أذكر سنوات ماضية لم تكن تضم هذه البرامج إلاّ الشّباب وكانت الأسرة تّعترض على وجودهم هناك أما البنات فمجرد التّفكير في دخولها إليها يعني الموت والتبرىء منها لكن اليّوم أصبح الأباء والأمهات هم من يشجون أولادهم ويساندهم بل ويفتخروا بهم وهنا سؤال يطرح نفسه هل رجال اليوم غير رجال الأمس...؟ أم الرّجولة لم يعد لها وجود بين هؤلاء...؟ ربما يقول قائل هذا تحامل أو مجرد عقد لكن عندما تجد أمة سكرتّ أجيالها حدّ الثّمالة ببرامج من هذا القبيل علينا أنّ نقرأ عليها الفاتحة لأنها في طريقها إلى الإنّقراض .فطيمة88