سلام الله عليكم جميعا:
وكان على منيلا أنّ تعترف بأنّ ذلك صحيح .
وهكذا تابعت تكلم اللّغة الفرنسية مع جدتها وقراة الكتب التي كانت هذه تعيرها إياها.
وقدد ذهبت جدتها إلى مكان ناء، وذلك للتّرحيب بالمهاجرين الفرنسيّين الذين لجأوا إلى إنجلترا .وكانم معظمهم رفض العودة إلى فرنسا أثناء توقف القتال رغم أنّ نابليون كان أعلن أنه سيرحب بعودتهم .
وعندما عادت الحرب تندلع بين فرنسا ةإنجلترا سنة 1804، شكروا حظهم على أنهم لم ينجروا إلى دعوته تلك .لقد قالت جدتها ،يوم ذاك هازئة ( إن ذلك الرّجل المدعي ، حديث النعمة ، هو عار على بني جنسه.))
فقد كانت صريحة على الدوام ،وجريئة بشكل غير معتاد ،وذلك من نواح كثيرة .
وأخذت مانيلا تتّساءل عما كان يمكن أن يكون تصرف جدتها لو كانت في ظروفها هي حاليا .
كانت واثقة من أنّ جدتها لن تسمح لأحد بأن يملي عليها إرادته أن تتّزوج من شخص لاترضاه .
كلاّ ولا ترضى بأن يبعوا فلاش .
وخاطبت صورتها في المرآة( الحق مع فلاش يجب أن أهرب)).
وهكذا أمضت بقية النّهار تحاول أن تقررّ ما تأخذه والأهم من ذلك كله ، كيف تحصل على النقود التي تمنعها من الموت جوعا .
على الأقل ، إلى أن تجد من يستخدمها عنده .
كما أن أخد حصانها هيرون معها ، كما ستأخذ الكلب لن يكون بالأمر السّهل .
إنّ بإمكانها أنّ تتصور ما ستثير به الخادمات فيما لو وصلت إليهم خادمة ممتطية فرسا مطهمة ، ويبدوا عليها النبل والكرامة .
وأخذت تعزي نفسها بأنها واثقة من أن أمرا ما قد يحدث صدفة ، فيغيرّ من وضعها هذا .
ولكنها في نفس الوقت ، شعرت بالخوف يتملكها .ذلك أن هربها سيحدث ضجة هائلة .
وإ=ا وجدوها ، وأعادوها إلى البيت مشمولة بالخزي والإحتقار ، فهي تعلم بمبلغ ما سيقابلها به عمها من سخرية .وهو عند ذاك سيحكم من سيطرته عليها .وعليها عند ذاك أن تطيعه عمياء .
ومرّة أخرى إرتجفت وهي تفكر في الدوق دانستر ، وتذكرت ما كان سبق وقاله مرّة من أنه الدوق دانستر ، أصبح أكبر سنّا من أن يذهب معهم ، وأنه قد يصبح على الأغلب ،خطر على الآخرين .
وإذا كان الدوق مانيلا أمضت حياتها ،منذ توفيت أمها ،مع أبيها ،ما جعلها في منتهى البراءة .
فلم تكن لديها فكرة واضحة عن الزّواج ،وما يستتبع ذلك .
كانت أمها تحب زوجها حبّا عميقا ،وكذلك كان هو تجاهها .
وكلما كان بعيدّا عن البيت ،ثم عاد ، كانت أمها تهرع إلى القاعة للّترحيب به .فكانا يتبدلان كلمات الشّوق دون مراعاة للخدم الذّين كانوا كبار السّن وقد خدموا لديهم مدة طويلة .
وهكذا نشأت مانيلا في جو يسوده الحّب وعندما كانت تفكر، وذلك في حلات نادرة ن في الزّواج ، كانت تتصور زوجها وسيما طويل القامة مثل أبيها إنها ، عند ذلك ستنظر إليه وقد أشرق وجهها ،تممّا كما كانت تنظر أمها إلى أبيها فتبدوا أكثر جمالا من المعتاد ،بينما يقول هو لها ، كما سمعت أبها يقول لأمها مرّة ( لقد إشتقت إليك ، يا حبيبتي وإن يوما لا تكونين فيه معي ، هو يوم دون نهاية )).
فتجيبه أمها ( وانا كنت أعد السّاعات طوال وقت غيابك ))
فكان الواحد منهما ينظر إلى الآخر وقد شملتهما سعادة كانت مانيلا تشعر بتموجات بينهما .
فكانت تفكر فيما بينها وبين نفسها ،هذا ما أريد أن اشعر به ولن ...أتزوج رجلاّ لايتملكني نحوه مثل تلك المشاعر .
وكان هذا عهدّا قطعته على نفسها .
ثم أخذت تحزم امتعتها .
كانت تعلم ان كل ما ستأخذه معها ،ستشهده إلى ظهر الحصان هيرون .وكان هناك مكان لخفين خفيفين في جيب تحت السرج ، فقد كان ان تستغل كل مكان يتاح لها .
وعندما فكرت مليا ،شعرت بأن عليها أن لاترتدي بذلة ركوب الخيل .
فقد كانت بحاجة إلى ملابس العمل بها بسهولة وبدون شعور بالمضايقة .
ولكنها ن عندما جلست تتناول العشاء مع عمها ، أدركت أن مسح الأرض والنوم في غرفة على السطح هو أفضل عندها من العيش مع عمها أو مع زوج لاتحبه .وكان قد احضر معه من لندن كل انواع الحلوى ، والتي كان المنزل خاليّا منها .حتى طلب من الخدم شراء أشياء لائقة للّعشاء وأعطاهم النقود لذلك ،كما سمعت مانيلا والدهشة تتملكها .
كانوا عند ذهابه إلى لندن ،يفتشون في الغابات عن الأرانب وقد وجدوا في جداول المياه أكثر من بطة نوكذلك البيض الذّي كانت تبيضه الدّجاجات فكانوا يطوفون الانحاء يبحثون عن شيء يؤكل ذلك لأنه لم يكن لديها ما تشتري شيئا لهم .
وهكذا تدبروا أمرهم مع مانيلا لاحظت ان خصرها قد اصبح اكثر نحافة من قبل .
فكانت الخادمة العجوز إميلي تشكو متذمرة إذا كانت تجد صعوبة في تضيق ثيابها التي إتسعت عليها .
كما أنّ عمها قد احضر معه فطيرة ، وشعرت بأنه يراقبها خفية ليرى حجم القطعة التي ستقتطعها لنفسها .وهكذا أرغمت نفسها على الغكتفاء بقطعة صغيرة منها .
نكمل في المرّة القادمة غن شاء الله .