تعريف القصّة، أنواع القصص، عناصرها، شروط عامة للقصّة.
تعريف القصّة لغة:
وقال ابن منظور: "والقِصّة: الخبر، وهو القصص. وقصّ
عليّ خبره يقُصُّه قصًّا وقصَصاً: أورده. والقَصصُ: الخبر المقصوص، بالفتح،
وُضع موضعَ المصدر حتى صار أغلب عليه. والقِصَص بكسر القاف: جمع القِصّة
التي تكتب.
والقِصة: الأمر والحديث، والقاصّ: الذي يأتي بالقصّة على وجهها كأنّه يتتبّع معانيها وألفاظها".
فالقِصّة: التي تكتب، والجملة من الكلام، والحديث، والأمر، والخبر، والشأن.
وأصل القصص عند العرب تتبّع الأثر، فالعالم بالآثار يسير وراء من يريد معرفة خبره، وتتبّع أثره، حتى ينتهي إلى موضعه الّذي حلّ فيه.
تعريف القصة اصطلاحا:
قال الحرالي: "القصص: تتبّع الوقائع بالإخبار عنها
شيئاً بعد شيء في ترتيبها في معنى قصّ الأثر، وهو اتباعُهُ حتى ينتهي إلى
محلّ ذي الأثر".
وقال الدكتور عمر سليمان الأشقر في تعريف القصة بأنها: "فنّ حكاية الحوادث والأعمال بأسلوب لغوي ينتهي إلى غرض مقصود".
وقال الدكتور محمد بن سعد بن حسين: "القصة: هي عمل أدبيّ يقوم به فرد واحد ويتناول فيها جانباً من جوانب الحياة.
والقصة: حدَث أو أحداث، قد تكون من واقع الحياة، وقد تكون متخيّلة ولكنّها
ممكِنة الوقوع، أمّا القصّة في أدب ما يسمّى بـ "اللا معقول" فإنها نوع من
العبث الفكري يجب ألا يلتفَت إليه لخلوّها من الفائدة".
تعريف القاصّ:
قال ابن الجوزي: "القاص: هو الذي يتبع القصة الماضية
بالحكاية عنها والشرح لها وذلك القصص، وهذا في الغالب عبارة عمّن يروي
أخبار الماضين".
أنــواع القصص:
تنقسم القصص من حيث طولها وقصرها إلى ثلاثة أنواع:
الأقصوصة: وتكتَب في صفحة أو صفحتين، ولا يسمَح ميدانها بتعدّد الأحداث والشخصيّات.القصّة: وهي أطول من الأقصوصة، وتكتب من فصل واحد عادة.الرواية: وتتعدّد فصولها، ويسمح ميدانها بتعدّد الأحداث والشخصيات أكثر من القصة.
وتنقسم القصص من حيث المضمون إلى نوعين:
القصص الديني: ومادته القصص الدينية الواردة في الكتاب والسنة والسيرة وكتب التفسير وشروح الحديث والإسرائيليات وكتب التصوّف.
وهو يقصد إلى الوعظ والإصلاح وترقيق القلب والتخويف من المعاصي والتحذير من الانسياق وراء الدنيا.
القصص الشعبي: فمادته القصص التاريخي الأدبي والحكايات الشعبية المحبوكة والنوادر المسلية.
وهذا النوع من القصص كان يحدث في الطرق ثم صارت ندواته تعقد في المقاهي.
عناصــر القصّة الأدبيّة: للقصة أربعة عناصر:
1. الحدَث: وهو الذي تدور حوله أحداث العمَل القصَصي.
2. البداية: وهي التي يكون فيها عمل القاصّ ممهّداً لما يأتي بعده.
3. العقدة أو التعقيد: وهي النقطة التي تشتبك فيها الأحداث ويتأزّم الموقف،
فتنطمس أمام القارئ معالم الحلّ، ويصبح في شوق شديد إلى معرفته.
4. الحل أو النهاية: ويجب أن لا تأتي دفعة واحدة، بل يمهّد لها بما يجعلها
طبيعية يسير فيها القارئ تدريجياً حتى يعرفَ الحلّ في آخر المطاف؛ لكي لا
تفتر عزيمته ويذهب شوقه قبل الفراغ من العمل القصصي.
شروط القصـة وضوابطها وأسلوبها:
ذكر الدكتور محمد بن حسن الزير ضوابط القصة من الزاوية الإسلامية وهي:
1. الالتزام بالهدف.
2. الواقعية الإسلامية.
3. الوسيلة النظيفة في التعبير.
وهناك شروط عامّة للقصّة الفنية، وهي كما يلي:
1. أن يكون للقصة وحدة فنية.
2. أن يراعى في عرضها جانب التلميح ما أمكن.
3. وأن يكون للقصة هدف ومغزى.
4. أن لا تخلو من عنصر التشويق.
5. أن يكون أسلوبها طبيعياً لا هو بالمتهافت ولا بالبالغ الصعوبة