سلام الله عليكم جميعا :
كانت الشّمس قد إبتدأت ترسل من خلف الأفق عندما إسّتيقظت مانيلا .
لم تكن قد رقدت سوى فترة قصيرة وذلك لتفكيرها المسّتمر في ما عليها أن تصنع .
إرتدت ثيابها بسرعة التي كانت أعدتها اللّيلة البارحة بينما حزمت ما ستأخذه معها في صرة .
كانت قد نوت أخذ ثلاثة من أبسط أثوابها المصنوعة من الموسلين الذّي لا يتكرش ، والتّي كانت تأمل أنّ تدوم لها طوال الصّيف .
لم تفكر ، حاليّا في ما قد يحدث أثناء الشّتاء .
كان ثوب الرّكوب دافئّا ، وكان يكفيها إذا نزل المطر ، أخذت معها حذائين وبعض الأشياء الصّغيرة التّي تحتاجها .
وكانت اللّيلة الماضية قد إنتظرت إلى أن رقد عمها ، فنزلت إلى غرفة الأسلحة حيث أخذت مسدسات أبيها ذلك أنها لم تكن غبية فلا تدرك أنها قد تتّعرض إلى مواجهة بعض قطاع الطرق .
كان عليها أنّتأخذ معها الأشياء التّي لا قيمة لها .ولكنها كانت ممتطية الحصان هيرون .وكانت تسمع أنّ قطاع الطرق يسلبون أأفضل الجيادالتي يمسكون بها .
وأخيرا بعد طول تفكير ، صممت على أخذ بعض النقود وكان هناك بعض مجوهرات أمها والتي لم تكن لها قيمة تذكر .فقد كانت هدايا من أبيها .وكان دوما يشعر بالأسى لعدم إسّتطاعته شراء ماهوأكثر قيمة .
وكان خاتم زواج أمها من الماس ، وكان هنا كذلك عقد من الماس كانت تتزين به في المناسابات . ولكن أحجاره لم تكن كبيرة أو نفيسة ولكن ثمنه كما حدثت مانيلا نفسها ، سينفعهاعند الحاجة ، لمدة شهر أو حوالي ذلك.
أما ما كان ينقصها ن فهو النّقود .
لقد بقيت مستلقية تفكر في ما تصنع .وأخيرا تذكرت أنّ عمها قد أعطى الطباخة عدّة جنيهات .
ولم تكن هذه من راتبها المتراكم ، وإنما لكي تشتري وجبة مناسبة ، حسب قوله ، للورد لامبورن.
كان قد قال لها ( لقد أرسلت خادما يدعو اللورد إلى الغذاء وأريدك أن تطهي وجبة مناسبة وليس كتلك الوجبة التافهة التّي قدمتها لي البارحة وهذا الصّباح ، والتّي لا تناسب سوى الحيوان .))
وكان هذا الكلام في رأي مانيلا ، فظّا خاليا من الذّوق ذلك أنّ الطاهية كانت قد بذلت غاية جهدها في تجهيز الطعام بالمبلغ التافه الذّي بين يديها ن ورأت المرأة المسنة تحمر خجلاّ ، ولكنها لم تتّكلم ، بينما تابع عمها يقول بخشونة ( إشتري فخذ خروف طري وبعض الجبن من التّي لا تبدو وكأنها لاتلائم سوى الجرذان.))
وسكت قليلا ، ثم أضاف يقول وأظن من الأفضل أن تقدمي بعض الفكاهة .وليكن ثمار الفريز أو التّوت وأظن ان عليك أنّ تشتري هذا أيضا.))
وعندما أنهى كلامه ، خرج من الغرفة.
وأدركت مانيلا أنّ الطاهية كانت تتمتم متذمرّة ، فقالت لها برقة ( إني آسفة ، فلا يحق لعمي أن يتكلم معك بهذا الشّكل.))
فقالت المرأة ( إننّي ، كما تعلمين بذلت جهدي نولكن هذا كل ما بمقدوري أن أقوم به.))
فقالت مانيلا مواسية( أعرف هذا طبعا ولكننّا كلنا نعرف من هو عمي هربرت .)) وتنهدت ،ثم تابعت تقول ( إنّ بإمكانه ، بعد أن أصبح إيرال ،أن يقترض ما يشاء من نقود وهو ما لم يكن بإستطاعته القيام به من قبل .))
فقالت المرأة ( لقد أخبرني اللّورد أن عمك عليه ديون طائلة ، ولكنه وعد الدائنين بأن كل ديونهم ستسددّ بعد أقل من شهر.))
فحملقت مانيلا في الطاهية بذهول ن ثم سألتها ( وكيف سيمكنه ذلك ..؟))
((لم يعرف الخادم ذلك ولكنه يظّن أنّ الأمر يتعلق بحفلة عرس.))
غذن ، فعمها ن كما كانت توقعت ن، ينوي أن يضغط على الدوق عندما يصبح زوجها فهو سيتصرف معه بنفس الطريقة التي كان تصرف بها مع أبيها .
فقد اعتاد أن يشير إلى خطر فضيحة ستشمل الأسرة بأجمعها .
وكان واثقا تما
ما من أن أخاه سيدفع.
والآن ، هاهو ذا ينوي ان ينقل هذه الوسائل إلى الدوق
نكمل في الحلقة القادمة