فائــــــــــــــــدة
فوائد تعليم المرأة فكثيرة فمكنها مايرجع إلى المرأة نفسها
ومنمها مايعود الى زوجها ومنها مايرجع الى اولادها ومنها مايشمل العالم اجمع وقد سبقت الإشارة بالإجمال الى كثيرمن الك فالنتقدم الآن الى الكلام منه
بالإفراد والتفصيل على وجه الإختصار
فوائدالمرأة نفسها..
فمن فوائد التعليم للمراة نفسها انه يوسع قواها العقلية ويهذبها ويوقض ضميرها وينبهه ويحييه ويقوم إرادتها وعواطفها الأدبية ويرتب سلوكها وتصرفاتها
فيزيد رقة قلبها رّقة وحّوها حنوّا ولينها لينا وهلم جرّا
من هذ ا القبيل ويسهل طرق واجباتها وييسر أعمالها وامالها وياخذ بيدها في مدافعت الأهواء المنحرفة المغروسة فيها .طبعاويؤازرها على كبح الجماح الغريزى وقمع الخصال والملكات الردية ويقيها من الوقوع في ورطات الجهل والحماقة ويلطف اوجاعها ويخفف آلامها ويعطى راحة لجسمها وحرية لضميرها وعقلها واستقامة وإصابة لأفكارها وتصوراتها ويعين لها واجبات وأعمالا تناسب بنا ءها وتليق بها ويورثها خصالا ومزايا تلق لها في قلب الجماعة إعتبارا وكرامة
ومحبة وهيبة ووقارا
فوائد زوجــــــــها
أمافوائد تعليم المراة لزوجها فتتضح من النظر إلى نسبتها اليه وماتقتضيه تلك النسبة ولايخفى ان علائق الإرتباط بينهما من اعظم مايوجذ في عالم نظيرعالمنا ويظهر عند التحقيق ان المقصود الأصلي من المراة لزوجها ان تكمل نقائص طبيعية وتجعله اكمل مماكان لولاها لأنها في الغالب تقدر ان تميل به إلى الجهة التى تروق لناظرها فتجعله أحسن واسعد او اردأ
وأشقى مما هو بحسب هواها وهكذا القول في الرجل بالنظر اليها ومادامت درجة المراة او الزوجة لاتحسب ارفع من درجة الأمة او الجارية إلى قليلا يكون تقدم العيال وبالتالي العالم بطيئا جدا وذلك لأنه والحالة هذه يكون مايعمل في العائلة التى هي سريرالطبيعة العظيم
قليلا في الغاية وتكون الألة الأقوى للحكم بشريعة المحبة واللطف باطلة عاطلة والقوة الصامتة التى للمرأة في سياسة العالم ضعيفةلاتأثير لها إلا قليلا فيلزم حينئذ الإلتجاء
الى الحكم بقوة الخوف والتأديب التي هي قاصرة لايتوصل بهاإلى المراد على أكمل حال والرجل إنما يتخذ المرأة لكي تكون معينة له في اعماله وشريكة في ارائه وأفراحه وأحزانه وفقره وغناه مربية لاولاده ومهتمة ببيته في غيابه وفي حضوره وأقرب صديق له ترافقه في كل مكان وزمان وحالة إذتّطلع على عيوبه ومحاسنه اكثر من كل إنسان غيرها دون استثناء الوالدين والااخوان وهي تلتزم له واجبات خصوصية من محبة وطاعة وامانة إلى غيرذالك مما لا يسعنى ذكره وبماأن شرفها في شهرته وأكليلها في كرامته وراحتها في نجاحه
وصلاحه يكون نصحه وتقويمه وراحته من أكبر مرغوباتها وهمومها وماذا ينتج من كل ذالك الاان فوائد تعليمها له ولما يتعلق به جزيلة
لاتقدر وهل يتأتى لها القيام بحق ذلك اويليق بنا ان نطلب او نترجى منها اعمالا ومهمات كهذه
دون ان نعلمها وكم تكون الخسارة إذا أعفيناها من كل ذلك لكي نتخلص من كلفة تعليمهاغ وكيف يمكنها دون تعليم أن تكون لرجلها زوجة فهيمة وصديقة مشفقة ومشيرة حكيمة وقرينة أمينة في تأدية واجباتها له ومساعدة له في أعماله ومخففة لآلامه ومربية خبيرة لأولادها وحافظة لترتيب بيته وتدبيره وكاسرة لعادية حميته وهلم جراّ والرجل الذى يسأل في المرأة
عن حسن الاخلاق والفهم والمحاسن الأدبية دون الصفات الخا رجية المحضة هل تروق له مساكنة زوجة خالية منها او مسمرتها افما يكون البليت عنده كبرّية مقفرة وتكون عيشته مكدرة
منغصة وبيته عادما كل ترتيب ونظام ونظافة واولاده متروكين لعناية التقادير والطبيعية
اماتفوته كل البركات والراحة والفوائد المقارنة لعائلة أمها متمدن ة تكللهل باكاليل بشاشتها وهشاشاتها وتسود عليها بحكمتها وفطنتها
فوائد الأولاد
ثم ماأعظم الفوائد الحاصلة للاولاد من تعليم المراة
لأن المراة تبذل مالها من المعرفة والأداب والتمدن لأولادها والولد يقبل الموأثرات الاولى من أمه لأنها هي اول شيء يقع تحت حواسه وادراكاته فمن النظر إلى نور وجهها يكتسب أبكار أفكاره وعيناها وصوتها واستمالتها إليه تنبه الحركات الأولى في قلبه وإذ يكون كأرض بائرة لم يخطها محراث ولاعلتها منجل يقبل منها تلك الحر كات مهماكانت
اي سواء كانت جيدة او رديئة جليلة او حقيرة
مستقيمة اومعجوة ويراقب أعمالها وحركاتها بميل غرزي شديد ويجه نحوها بعوطف قوية لكي يتقلد اعمالها ويقتدى بمثلها وهي حينئذ تطبع في قلبه الخالي اللطيف اللين كاما طاب لها ووافق ذوقها
وتتحرك برباطات نفسه وهي في قبضتها الى الجهة التيي تقصدها وتروق لناظرها ولا يخفى ان المواثرات الأولى تكون أقوى المواثرات واكثرها دواما لأنها تدخل الى أعماق القلب بكل قوة وهناك
تحيا وتنمو وتتكسب بالتدريج قوة تغلب جميع المواثرات الآخر الطارئة عليه بعد ذلك ولا يخفى
أنه يكون كل هذه المدة في مدرسة أمه يرافقها في كل مكان وزمان وحالة وقلها نراهم مع أبيه أو تحت تدبيره وعنايته لأن الأن الأ هل يكون في الغاغلب مشغولا في السوق او الحقل ولهذا إذا قصدنا إصلاح العالم او جماعة او عائلة فلكي يكون لنا امل بالنجاح يجب ان نبتدئ اولا بإصلاح هذه المدرسة وان ندخل فيها العلوم والمعارفر والأداب السليمة الشافية ونبدل الجهد في تثقيف الأم التى هي معلمة هذه المدرسة وكتبها وقوانينها وروحها وحياتها وكل مالها وحينئذ نرى الأولاد يرتضعون
المعرفة والأداب مع الحليب ويستقون من ينابيع التمدن الصافية مياه الخصال والعلوم والأخلاق الرائقة بحيث تنتشر تلك المياه في أعظائهم اللينة
وتؤثر فيها كطابع تأثيرا لايمحى فيها بعد وتراهم
وهم في أحضان أمهاتهم أوجلوس الى جانبهم
يدرسون المثلات الأولى الأساسية ومبادئ العلوم
والفنون فيتمتعون بأثمارها الشهية في طفو ليتهم
وبعد ذلك الى نهاية حياتهم وفي هذا المكان المظمون من كثيرين حقيرا لاطائل تحته يتصور
جنين العاغلم وفيه يولد ويترعرع ومن هذ الإبتداء
نقدر أن نحكم ماذا وكيف يكون العالم بأسره
وعليه تتوقف سعادته وشقاؤه لأن المرأة هي التي
تصور العالم كيف ماشاءت وتضعه في القالب الذى تريده لأنه ما من عائلة صغيرة اومملكة كبيرة
إلا وللمراة التأثير الأعظم فيها حتى إذا عم ّ النساء الجهل في مكان او زمان نراه قد انتشر واستولى
بملء قوته على جميع اهله وما يجعل الناس برابرة
متمّدنين اصحاب ديانة اوكافرين اشرارا او صالحين علماء اوجاهلين الى غير ذلك إنما هو المرأة وهي سيدة الكون وقالبه في طفليته ومر آته
وقدوته في صباه وحكمته وقائدته في شبابه وراحته
وبلسمه في شيخوخته وتراهاعند ما يقع الولد
على صدرها اويجلس إلى جانبها تشغل أذنيه
وسائر حواسه بما لذ لها ووافق ذوقها وعادتها
وتفيض عليه بسخاء ورغبة إماماراق وعذب
من مياه تعليمها وأدابها وإما سما زعافا
من مجارى جهلها وحماقتها وعلى ذالك يكون العالم
في معرفته وآدابه وروحه و طباعه وأخلاقه وهلم جراّنظير أمه وياليت شاعرنا قال ومن يشابه امه فما ظلم حتى قال أحدهم اخبرنى ماهو الإنسان وأنا أخبرك ماذاكانت أمه وهو مسّلم بالتجربة والإختبار
أنه كماتقدم لايمكن وجود علم في عامة الرجال من دون وجود ه في عامة النساء كما أنه لايمكن وجود نساء عالمات في عالم من الرجال جاهل وما هي النتيجة من ذلك جميعه إلا أن فوئد تعليم المرأة
لأولادها عظيمة لاتقاص ولا تقدر
أضرار جهل النســــــــــــاء
أما الأضرار الناتجة من جهل المرأة فمن جملتها فساد ذوقها لأنها تستحسن مايستهجنه الدوق السليم من أمر الملبوس والزينة والحركات فتراها تخترع وسائط شتى لاجل تحسين قدها او لونها او هيئتها كما تدعى غير مرتضية بما أسبغه عليها من ذلك بارئ الطبيعة الحكيمة وتبذل جهدها في ان تجعل نفسها بمنزلة لعيبة للفرجة اوشرك يصطاد به الناس غير عالمة ان ذلك إنما يزيدها شناعة وقبحا ومقتا ومنها فساد عقيدتها لأنها تصدق خرفات وتتعتقد بتشاؤمات لا
يقبلها العقل الصحيح بل تدل على صغر عقلها وحماقتها وذلك كا لإصابة بالعين ونبيح الكلب وعواء الثعلب وهلم جرّ
مما اشتهر عنها في كل مكان وزمان
ومنها فساد آدابها كما يضهر في كلامها وتصرفها بين الجماعات ومعلومكم ان صراخ النساء في الأعراس وأوقات الفرح وولتهن في المآثم وأزمنة الحزن مما يدل على شدة جهلهن وابتعادهن عن درجة التمدن والأداب إبتعادا قاصيا
ومنها فقدان المحبة الطبيعية حتى نحو اولادها ومما يثبت ذلك هلاك الألاف الكثيرة في زمانناولاريب ان الأضرار الحاصلة من المرأة الجاهلة لمن تقدم ذكرهم هي اعظم بغير قياس من الفوائد الناتجة لهم من المرأة المتمدنة كما يظهر عند الإعتبار وبالإجما ل اقو ل ان من اراد الوقوف على المظرات الناجمة من جهل النساء فلينظر إلى المرأة الجاهلة
نفسها في كلامها وملبوسها وتصرفها داخلا وخار جا وارائها وافكارها في الدين والدنيا وادابها وميلها وعواطفها وبيتها وزوجها واولادها ومعارفها وحين تفرح او تحزن او تزف
او توضع على مرتبتها الى غير ذلك من صفاتها واعمالها وحركاتهاومتعلقاتها ومن حقق النظر في ذلك يعذرنا من التفصيل فيه او التمثيل ولايكلفنا بينات تثبة ان المراة دون علم شرّ عظيم في العالم إذالم تكن اعظم شرا يمكن تصوره
بقلم أحمد كلوى سيدى لخضر في6جانفي2011