سلام الله عليكم جميعا :
ولم تكد مانيلا تعرف تماما فضول القروييّن .
فالغريب يثير التعليقات دوما ،خصوصا ذلك الذّي يمتطي جوادا فاخرّا ومع وجود فلاش خلفها ، كان من المؤكد أن كل من يصادفها سيهتم بالنّظر إليها ، وسيجعلهم ذلك يتذكرون ، فيما بعد ، أنهم رأوها تمرّ من هناك .
وتابعت السّير إلى أن أدركت أن النّهار قد إنتصف شاعرة بالجّوع.
وانتبهت ، بعد فوات الأوان ، إلى غبائها الذّي جعلها تأتي دون طعام .
وكانت قد توقفت مرتين لتسمح لهيرون وفلاش بأن يشربا من جدول وفي آخر مرّة ، نزلت بنفسها وأخذت تغسل وجهها فقد كان الجّو شديد الحرارة .
وابتدأت تفكر في أن من الحكمة أن تأخذ قسطا من الرّاحة ولكنها ، في نفس الوقت ، كانت متلهفة إلى أن تبتعد عن عمها قدر اسّتطاعتها .
وحسبت أنها لا بد أمضت قرابة السّبع ساعات ممتطية وهذا يعني انها لم تعد في مناطق الجوار حيث من الممكن أن يتعرف عليها أحد.
وأخذت تطمئن نفسها قائلة إننّي في أمان ....انا واثقة من اننّي أصبحت في أمان .
ولكنها على كل حال ، كانت تعلم أن من الخطأ تناول طعام في مطعم حيث ستتعرض ، دون شك ،إلى بعض الأسئلة .
والأفضل أن تجد دكانا في قرية تشتري منه بعض شرائح اللّحم.
وهكذا ،بعد مسيرة ميل أو أكثر قليلا ، تركت الحقول إلى الطريق العام حيث أخذت تسير ببطء وكما توقعت ، سرعان ما لاحت لها أسقف المنازل .
وعند اقترابها ،بدا كل شيء هادئا آمنا .
كانت الأكواخ ذات حدائق أمامية تتألق فيها الأزهار كما كانت الأبواب والنوافد مدهونة جيدّا .
ولم تدهش عندما رأت بعد حوالي دقيقتين ، متجرا قرويا مزدهرا .
ولم يكن ثمة أحد في الشارع ، ما عدا عدة أولاد يلعبون الكرة .
كما كان لديهم كلب ابتعد متكاسلا لدى رؤيته فلاش .
واتجّهت مانيلا نحوى الدكان حيث ترجلت عن جوادها ،ثم ربطت لجامه إلى وتد خشبي كبير يبدو انه كان يستعمل لهذا الغرض .
ثم دخلت المتجر وفلاش في أثرها .
كانت على صواب في تفكيرها بأن المتجر كان مزدهرا حيث ،في نظرة واحدة ،كثيرا من الرفوف الممتلئة بالبضائع .
كان هناك خبز طازج ،وكذلك شرائح اللحّم المقلي وما ان دخلت ، حتى نهض عن كرسيه رجل متوسط السّن رضيّ الوجه يضع نظارات على عينيه ، وتقدم نحوها .
(( صباح الخير يا سيدتي ماذا أستطيع تقديمه إليك ...؟))
فاجابت ( شريحتين من هذا اللّحم الذّي يبدو لذيذّا جدا ، ولا أدري إذا كان يوجد لحام في القرية يمكنه أن يبيعني بعض الفضلات لكلبي .))
فنظر البائع إلى فلاش وقال ( إن كلبك هذا حسن المنظر ))
ثم أخذ يقطع اللّحم تمهيدا لقليه وسألته ( ما إسم هذه القرية ..؟))
وقبل ان يجيب فتح المحل على مصراعيه ، ثم اندفع داخلا رجل بدا وكأنه رئيس خدم .
ثم صرخ قائلا ( ياسيدغيتي لقد حدثت كارتة في القصر ن وأنت الوحيد الذي بغمكانه مسعادتنا .))
فوضع صاحب المحل سكينه ( كارثة ...؟ ما الذّي حدث يا سيد دوبينز...؟))
فأجاب الرّجل ( إنها السيدة وايد لقد فاجاها المرض وهي مشلولة .))
فهتف السيد غيتي ( لا أستطيع تصديق ذلك كيف حدث هذا ..؟))
فأجاب الرّجل ( كانت تشكو من وعكة صحية فظننّت أنها قلقة بالنّسبة إلى ما عليها أن تطهو للماركيز فقد كان العمل كثيرا عليها .))
فهزصاحب المكان راسه وقال ( لقد تقدمت بها السّن وطالما اخبرتها بان عليها ان تتقاعد .))
فقال السيد دوبينز"(( لقد تملكتها الغثارة عندما علمت بان الماركينز سيصل اليوم وقد أرسلت أطلب الطبيب ولكننّي كنت حتى قبل أن يخبرنا الطبيب بان ليس ثمة ما يمكن صنعه لأجلها .))
فتمتم السيد غيتي"(( لشد ما يؤسفني هذا .))
فقال السيد دوبينز وقد تغيرت لهجته : (( حسنا ، أما ما جئت لأجله فهو لسؤالك عما إذا كنت تعرف من بإمكانه إستلام مكان الطاهية وايد .على الأقل إلى أن نجد بديلة لها .))
فسأله السيد غيتي ( إستلام مكانها ...؟ أتعني في الطهو....؟))
فاجاب الرّجل (( طبعا ما أعنيه لأن الماركيز سيصل مع ثلاثة من أصدقائه هذا المساء ، ويقلون إنّ المزيد من الأصدقاء سيأتون السبت .))
فقال السيد غيتي ك(( لا أعرف يا سيد دوبينز أي شخص بإمكانه طهو طعام في مستوى طهو السيدة وايد .))
فقال السيد دوبينز ( هذا صحيح ، ولا احد ينكر ذلك ولكن ليس بإمكاننا أن ندع اللّورد وأصدقاءه يجلسون إلى مائدة خالية لا بد أنه يوجد في القرية من بإمكانك إرشادنا إليه .))
فقلب الرّجل يديه يإسا عندئد والرّجلان واقفان ينظر الواحد منهما إلى الآخر ، قالت مانيلا دون تفكير ( أنا بإمكاني ذلك .))
ولو أن السقف غنهار على رأسي الرّجلين لما كانت دهشتهما اشد وقال السيد غيتي مصدق ( هل يمكنك الطهو ياسيدتي ..؟ أحقا يمكنك ذلك ..؟
اجابت مانيلا ( إننّي أحسن ذلك تماما وفي الواقع لقد كنت على وشك أن أسألك إذا بإمكاني أن أجد عملا في هذه القرية الجميلة.))
نكمل في الحلقة القادمة ...
..........................................فطيمة88.........................................