سلام الله عليكم جميعا :
ومرت لحظة صمت أخذ الرّجلان أثناءها يحدقان في الفتاة .
وأخيرا ، قال السيد دبينز بلهجة بان فيها الزهو
( أظن ان عليّ ان أوضح لك أن سيادة الماركينز يتوقع طهوا على مستوى عال وكانت السّيدة وايد تقول أمس فقط ، حيث أنه أمضى في فرنسا مدة طويلة ، فهو يتوقع بعض أنواع الطعام الفرنسي الغير معروفة في إنجلترا .))
فقالت مانيلا
( إننّي فرنسية بالولادة وبإمكاني ان أطهو أصنافا فرنسية من النوع الذّي أظنكك تريده ، وذلك منذ صغري .))
فوضع السيد غيتي يده على جبينه
( يبدو عليك يا سيد دبينز ، وكأنك إصطدمت بالحظ من كان يظن أن سيدة كانت تشتري شريحتي لحم منّي ، بإمكانها أن تطهو طعاما فرنسيّا ...؟))
ولكن السّيد دبينز أراد أن يطمئن ،فقال
( هل أنت واثقة تماما من أن بإمكانك الطهو على الطريقة الفرنسية...؟ إن ما يدعو إلى الحرج أن نقدم إلى سيادة الماركينز طعاما عاديا بعد غيبته الطويلة تلك في الخارج .))
فسألته مانيلا
( ما إسم سيادة الماركينز..؟))
فجذب دبينز نفسا عميقا ، ثم أجاب (( إنه الماركينز باكينغدون وهذه القرية التي أنت فيها هي قرية باكينغدون التابعة له .))
إتسعت عينا مانيلا ، فقد كانتسمعت بالماركيز باكينغدون من قبل .
ومن لم يسمع به ..؟
ذلك أنه بعد الحرب ، أعلن القائد أوف ويلينغتون شكره ومديحه لكل أولئك الذّين عملوا تحت إمرته.
وقد خص بالمديح الإيرل أوف باكينغدون الذّي قار إحدى فرقه العسكرية ، والتي كان نجاحها ملحوظا فقد كان الإيرل قد انقذن بذكائه الوقاد ، حياة الكثير من الرّجال الذّين لةلاه ، لهلكوا بايدي الأعداء.
وفيما بعد ، عندما إنتهت الحرب ، اقام ولي عهد البلاد حفلة على شرف الإيرل.
وكان أروع ما في الحفلة ، عندما منحه الأمير ولي العهد لقب ( ماركيز).
أما سبب إهتمام مانيلا بكل هذه الأخبار في الصحف ، فهو أن والدها كان غالبا ما يتحدث عن والد الماركيز هذا فقد كانا درسا معا في كلية إيتون ولم تنقطع الإتصلات بينهما إلا بعد أن توقف عن الذهاب إلى رحلات الصيد التّي كان يعلم إن الإيرل العاشر باكيندون سيكون ضيفا فيها .
وعندما توفي الإيرل هزم نابليون في النهاية ، كان الإيرل الحادي عشر هو اليد اليمنى للقائد وليغتون في جيش الإحتلال .
ومضى وقت كان لا يمرّ يوم دون أن يأتي ذكر له في صحيفة(( المورنينغ بوست)).
وكانت هذه هي الصحيفة الوحيدة التّي كان يشتريها أبوها وعندما إنتهت الحرب ، توقف الثناء على الماركينز الجديد.
وفكرت مانيلا في مقدار الإثارة التي ستشعر بها عندما تطهو الطعام للرجل الذّي كان بطلا بين أقرانه .
ولهذا ،قالت بسرعة
( لقد كنت سمعت بسيادته ن واعدك بأنّ امله لن يخيب في طهوي ، رغم أنه أمضى سنوات في فرنسا .))
فقال صاحب الحانوت
( أتسمع ، ياسيد دبينز ليس هناك كلام أحسن من هذا في رأيّي أتك محظوظ تماما وذلك لعثورك على طاهية كهذه في اللّحظة التي انت فيها بامس الحاجة إلى ذلك .))
فأجاب الرّجل
( معك حق)) وغستدار إلى مانيلا قائلا : (( هل أنت جاهزة يا آنسة ..للحضور معي إلى القّصر الأن فورا ...؟))
وتردد حين خاطبها ( آنسة) ورأته مانيلا ينظر إلى يدها ليرى إن كانت تضع خاتما لزواج.
وكانت على وشك الإذعان ، قائلة إنها ستذهب معه ، عندما ظهر فلاش بجانبها ، فقالت : (( هنالك شرط واحد ، ياسيد دوبينز وهو أن أحضر معي جوادي زكلبي هذين..؟))
وخيل غليها انها ترى لمحة من الإرتياب في وجه الرّجل ولكنه، لشدة لهفته ، قال
( طبعا لا بأس في ذلك فهناك أماكن كثيرة في إصّطبلات القّصر..))
فابّتسمت مانيلا ،قائلة
( إذن فسأحضر معك بكل سرور .))
ومدت يدها إلى السيد غيتي تصافحه مودعة
( إننّي مسرورة للتّعرف عليك ، وسىتي لزيارتك في يوم آخر رغم أننّي لن احتاج إلى شرائح اللحّم اللذّيذة التي تصنعها .)) فقال
( الرجل باسما
( اهلا وسهلا بك ، يا ىنسة .)).
نكمل في الحلقة القادمة
....................................قدمتها لكم فطيمة88....................................