ففتح السّيد دوبينز البّاب ، وخرجت مانيلا إلى أشعة الشمس .
وعندما إتجهت نحو الحصان ، تبعها قائلاّ
( إنه جواد أصيل ممتاز هذا ، يا آنسة .)) وابتسم معجبا.
فأجابت
( شكرا)) لقد لاحظت نبرة فضول في صوته .
لقد كان واضحا انه يتسأل عن الذّي يجعلها ، هي مالكة مثل هذا الجواد ، تبحث عن عمل .
ثم قال بشكل غير متوقع
( هل لك أن تخبرني بغسّمك ..؟ أما أنا كما تعلمين ، إسمي دوبينز وأنا رئيس خدم الماركينز.))
كان هذا ما توقعته مانيلا ، وغحتارت في ما عليها أن تجيب ، ولكنها ما لبثت أن فكرت في ان عمها لو أراد أن يبحث عنها ، فهو لن يتوقع منها أن تدعي بأنها فرنسية .
وأول إسم فرنسي خطر ببالها هو إسم جدتها ،فقالت ببطء
( إسمي هو شينون وهو فرنسي طبعا ولكننّي عشت طوال حياتي في إنجلترا ، فقد جاء أبواي إلى هنا قبل الثورة مباشرة.))
وشعرت بالأمان لهذا ،ذلك أن عددا كبير من الفرنسييّن هربوا لاجئين من فرنسا.
وهذا يفسر معرفتها بالطهو الفرنسي.
وفكر دبينز لحظة ،ثم قال
( إسمي لي بأن أقول إنك تبدين أصغر من تكوني طاهية واصغر من أن يكون لك علاقة بالثورة ومن الأفضل ،إذن ، أن أقدمك إلى موظفي القّصر باسّم الآنسة تشينون دون الدّخول في التفاصيل مثل كيف بامّكانك الطهو على الطّريقة الفرنسية ))
ولفظ الإسم بطريقة خاطئة فقد كان واضحا أنّ اسّتعمال الماركينز لطاهية فرنسية حقيقية ،يمكن ان يسبّب حرجا.
فابّتسمت له قائلة
( إننّي مسرورة بان يكون إسمي الآنسة تشينون وشكرا لك لإعطائي هذا العمل .))
وكان السّيد دبينز قد خرج من القّصر مستقيلاّ عربة صغيرة يقودها جواد مطهم وكان يقف من هيرون وكان واضحا أنه حسن التّدريب ، إذرغم أنه لم يكن مربوطا إلاّ أنه لم يحاول الإفلات .
وصعد السّيد دبينز إلى عربته ، قائلا لمانيلا
( إتبعيني يا آنسة تشينون ))
فامّتطت مانيلا جوادها ، ثم سارت خلف دبينز وهي تلوّح بيديها لصاحب المتجر الذّي وقف ينظر إليهما .
لم تدهش حين رات على الطّريق ، جدارّا قائما على جانب واحد منه ، وكان واضحا أنه يحيط بأراضي القّصر وما لبثا أن وصلا إلى بوابة حديدية ذات تاج موشى بالذّهب.
دخل رئيس الخدم بعربته ، ومانيلا تتبعه ، سائرين خلال طريق تحف به أشجار السّنديان ن وكانت في هذه الأثناء تفكر في أنها محظوظة فوق العادة فهي ، على الأقل ضمنت لنفسها مكانا تأوي إليه ليلاّ ، وكذلك لجوادها.
كانت فقط ترجو أن لا تسبب خيبة الأمل للماركينز أو لرئيس الخدم الذّي وثق بكلامها في أن بإمكانها الطهو فقد كانت جدتها هي التي علمتها الطهو الفرنسي.
كانت جدتها قد قالت لها
( عندما كنت فتاة صغيرة أصرّت أمي على تعلمي طهو كا أنواع الطعام الفرنسي ، وذلك لتسرّ أبي .))
وابّتسمت وهي تتابع قائلة
( وعندما تزوجت جدك ، كان يطلب مني أحيانا أن أصنع له بعض أنواع الطعام الفرنسية التي لم يكن يحسنها الطهاة الإنجليز مهما اجتهدوا في ذلك .))
وكانت مانيلا سألتها
( ماهو السّر في هذا ، يا جدتي ..؟))
فقالت جدتها
( هذا ما سأعلمك إياه .))
فكانت مانيلا تجد متعة فائقة في صنع أنواع من الطّعام شديد الإختلاف عن تلك الأنواع الإنجليزية التي تصنعها طاهيتهم السّيدة بيل .
نكمل في ما بعد........
فطيمة88