وأحيانا ، عندما يكون أبوها غائبا أثناء اللّيل ، أو حتى أثناء النّهار فقط ، كانت أمها تقول لها
( دعينا نرحب بأبيك لنريه مبلغ سرورنا بعوته ، وذلك بصنع طعام خاص غير عادي له .))
وهكذا تسرعان معا نحو المطبخ .
ولأن تعليم جدتها لها بهذه الجودة ، فقد كانت أمها والطاهية السّيدة بيل ، تقفان لتتفرجا عليها فكان سرورهما بالغا وهما تريان نوعا أو نوعين من الطّعام الفرنسي يختلفان عما يأكلانه عادة .
وحدثت مانيلا نفسها ، الأن بأنها لم تكن تتصور قط أنها ستصبح طاهية محترفة ، يوما ما .
وكأنما كان الحظ يأخذ بيدها نحو مصيرها ، فكان هذا الوضع في انتظارها في الوقت الذّي لم تكن تتوقعه مطلقا وعندما اسّتدارت ، بدا أمامها القّصر وفكرت في أنه النوع المناسب الذّي يجب أن يسكن فيه الماركينز بكل نبله ومزاياه.
كان بالغ الإتساع ، وقد علمت مانيلا ، فيما بعد ، أنه كان أنشىء بعد معركة (( آجينكورت))
في القرن الماضي ، كانت بقايا القّصر قد غيرت وأضيف إليها ملحقات فكان في الوسط قاعدة مركزية برز منها جناحان شرقي وغربي فالجناح الشّرقي كان متصلاّ بالقّصر القديم .
فالمنزل الآن يحتوي على أكثر من نافذة كانت تتألق في ضوء الشّمس .
وكان الفناء امامه ينحدر إلى بحيرة يقوم عليها جسر أثري .
وكانت الحدائق حول القّصر تتألق بالأزهار .
وخلف القّصر قامت أشجار على أرض مرتفعة كانت تؤلف خلفيّا رائعا.
كان المنزل، في الواقع ،من الجمال لدرجة أن مانيلا ظنت انه مجرد تصورات من خيالها ، وانه سيختفي في أية لحظة .
وحدثت نفسها مرّة أخرى ، كم أنا محظوظة .
وانّحنت تربت على عنق جوادها ،قائلة له
( وأنت أيضا محظوظ فانا واثقة من أنه ، إذا كان الماركينز يعيش في مثل هذا الترف والرّفاهية ، فإنّ الإصّطبل سيكون مريحا من ايضا.))
وعندما مروا فوق الجّسر ، حدثت مانيلا نفسها
( إنّي واثقة من أن عمي هربرت لن يعثر عليّ هنا أبدا .))
عندما وصل السّيد دوبينز ومانيلا القصر ، دخلا من البّاب الامامي وقد كان هذا ، كما رأت مانيلا ، من نوع التنازل من أصحاب القّصر ، ذلك لأنها جديدة ولأن الماركينز كان عائبا وكان إعجابها بالغا بالقّاعة الرخامية التي كانت المنحوتات الإغرقية تقوم في أنحائها كما كان هناك رف رخامي رائع فوق المدفأة وكان درابزين السّلم مزخرفا بالذهب والبلور .
كانت مانيلا قد تركت جوادها مع سائس هناك ولكن فلاش تبعها إلى داخل المنزل
فنظر إليه رئيس الخدم ن ثم قال
( سأفتش عن مدبرة المنزل ، يا آنسة تشينون وأظن كلبك معتادا على العيش معك داخل المنزل .))
فقالت بحزم
( نعم وكان ينام بجانب سريري .))
وخيل إليها أن شيئا من التوجس بدا عاى ملامحه وصعد السّلم امامها وعندما وصلا إلى قمته ، رات مانيلا شخصا قادما في الممّر
كانت مدبرة المنزل ، في ثوب حريري أسود ناعم وحزام فضي حول خصرها .
قال رئيس الخدم
( مساء الخير يا سيدة فرانكلين أحضرت إليك طاهية جديدة .))
فهتفت مدبرة المنزل المسّنة ، بدهشة (( طاهية جديدة..؟)).
ونظرت إلى مانيلا ثم عادت تقول
( إنك لا تعني هذه السّيدة الصّغيرة بكل تأكيد..؟))
(( بل هي نفسها وقد أكدت لي ، وكذلك السّيد غيتي ، انها طاهية ماهرة جدا وإختصاصها ن في الواقع بالأنواع الفرنسية ))
وإذبدا على السّيدة فرانكلين الإرتياب ، قالت مانيلا بصوت من أن سيادته سيكون راضيا جدا .))
فقالت المرأة
( إذا كان هذا هو الأمر ، فإننّا محظوظون حقا.))
نكمل المرّة القادمة بإذن الله
قدمتها لكم فطيمة88