ولكن كان يبدوا عليها بجلاء، الشّك في أنّ هذه الفتاة الشابة الغربية
الفائقة الجمال ، كانت تقول الحقيقة .
وقال السّيد دوبينز
( والآن ، ما علينا أن نجده ، يا سيدة فرانكلين
هو غرفة ، بإمكان الآنسة تشينون أن تبقي فيها كلبها معها.))
فهتفت السّيدة فرانكلين
( كلب ..؟ لا نسمع أبدا للعاملين هنا بأنّ
يكون لديهم حيوانات .)) .
ومضت فترة قصيرة حرجة قبل أن تقول مانيلا بهدوء : (( لقد لازمني فلاش
منذ كان جروّا ضغيرّا وهو مدرب تمامّا على سكن البّيوت وكما كنت قلت
للسّيد دبينز، لا يمكنني البقاء والعمل معكم إلاّ إذا كان معي الجواد
والكلب.)).
ورأت مانيلا النظّرة الحادة التّي رمق بها رئيس الخّدم السّيدة فرانكلين ،
وأدركت أن هذه الأخيرة قد أذعنت للأمر .
قالت لها: حسنّا جدّا ، يا آنسة تشينون إذا أنت جئت معي، فساجد لك
غرفة .))
عند ذلك ، تذكرت ما نيلا أنها تركت حوائجها محزومة إلى الجواد فقالت
تخاطب رئيس الخدم : (( آسفة يا سيد دبينز ، ولكن هل لك بأن ترسل
أحدا ليحضر لي حاجياتي المحزومة على سرج الجواد ..؟ وكذلك هناك حذاء
في الجيوب.))
فقال الرّجل
( سأقوم بذلك ، يا آنسة تشينون وشكرا لك كثيرا
لمساعدتنا في هذه الآونة الحرجة.)) وألقى على السّيدة فرانكلين نظرة
حادة.
لقد كان واضحا أنه كان يحذرها من أن تسيء إلى الآنسة تشينون وإلا
وجدوا أنفسهم من دون طاهية .
وعندما ذهب ، أدركت المرأة أن الحق مع رئيس الخذم ، فقالت بصوت مختلف
اللّهجة
( أظن من الأفضل ، يا آنسة تشينون ، أن لا نضعك على السطح
مع بقية المسّتخدمين حيث أن لديك كلبا ، فقد يحملهم هذا على الغيرة
وأنا أشعر بالرّعب إذ أفكر بأن عليّ أن أتحمّل هرة هذا ، وأرنب تلك
كما تمنت خادمة هنا ، مرة ، أن تحضر معها.))
فضحكت مانيلا
( إنني متفهمة تماما ، ياسيدة فرانكلين ، إنك لا تحبين
أن تنشئي معرضا للوحوش في هذا المنزل الرّائع الجمال وفي نفس الوقت لا
أستطيع الإنفصال عن كلبي .))
فقالت مدبرة المنزل
( لقد لدى سيادة الإيرال الرّاحل نفس الشّعور
فقد كان كلبه يرافقه إلى كل مكان .))
فقالت مانيلا
( لا بد أنك تشعرين بالفخر البالغ بالماركينز ومع أن
موطني بعيد عن هنا تماما ، فقد كنت قرأت عن شجاعته في الحرب وماذا
قال صاحب السّمو ولي العهد عنه عندما منحه لقب ( الماركينز).
فقالت فرانكلين
( إننّا فخرون بسيادته وقد كان في صغره ولد
رأيته.))
وسارت في المّمر إلى أن فتحت بابا في نهايته ، ثم قالت
( هذه غرفة
نادرا ما نستعملها ، إلا إذا كانت كل الغرف الواسعة في غرفة نوم
تسرّ النّاظرين ، كما رأت مانيلا ، ولكن كان واضحا أنها معدة لشخص
عازب.
لم يكن فيها منضدة للزّينة وإنما مرآة فقط فوق طاولة ذي أدراج.
وكانت الخزانة المصنوعة من خشب السّنديان مصنوعة لأجل رجل ثم كان هناك
بدا أنه سرير مريح هذا إلى نافذة واسعة تطل على واجهة المنزل
الأمامية والبحيرة .
فقالت مانيلا
( هذه تناسبني تمامّا وشكرّا لتفهمك لأمري.))
وشدّت على الكلمة الأخيرة ، فأدركت مدبرة المنزل أنها تشير إلى فلاش .
قالت لها
( والآن ، إذا أردت شيئا فاطلبيه منّي وحاليّا أنا واثقة
، من أنك تردين رؤية المطبخ ، حيث أن الوقت قد أصبح ضيقا للقّيام
بالتّجهيز قبل وصول سيادته.))
فخلعت مانيلا قبعتها الصّغيرة ووضعتها على كرسي ثم قالت وهي تسوّي
من شعرها الذّهبي
( إنني جاهزة تمامّا ، وطبعا أدرك أن أمامي عملاّ
كثيرّا)).
فأخذتها مدبرة المنزل بغرفة المؤونة ، وكانت فسيحة تمامّا .
وكانت تعلم أن على حارس خاص ان ينام فيها وذلك لحماية سلامة
الأطعمة .
وفتحت مدبرة المنزل التي كانت تسير أمامها ، بابا يقود إلى المطبخ.
كان ، كما توقعته مانيلا ، غرفة واسعة ذات سقف عال وكانت هناك
علاّقات لتعليق الأطعمة وتذكرت أنها كانت ترى هذه الأشياء عندما كانت
صبية صغيرة.
وكان هناك لحم معلق ، عدة بطات ، عدد من الحمام وبصل .
.......يتبع في الحلقة القادمة ..........
قدمتها لكم فطيمة88