أخيرا وبعد عهدة من الزّمن ، إسّتيقظت هذه الشّعوب المسحوقة من سباتها
الذّي تجاوز رحلة الشّتاء والصّيف ، لنفض الغبار عليها بعد تراكمه
مع السّنوات بعد أن أعطتها أنظمتها الحاكمة حبوب مهدئة ومنومة لا
تسّتيقظ منها إلاّ لقضاء الحاجة من مأكل ومشرب وزيارة الحمام لتبول...
وبالمقابل فإنّ هؤلاء الحكام ومن يسمون أنفسهم بالمّلوك والأمراء
يجلسون في جحورهم كالأفّاعي في موسم الشّتاء، فلا نسمع عنهم ولا نراهم حتى
إذا حلّ موسم الإنتخابات أطلوا علينا من منابرهم بوعود كاذبة و
مشاريع وهمية مثلما يفعل فصل الرّبيع بالطّبيعة حينما يكسوها أزهار
مختلفة الألوان والأشكال .......فوعود هؤلاء الرّهط من القوم تشبه
الأشواك والحشائش الضارة التي لا تبقي ولا تذر فكانت هذه الشّعوب
المنوّمة تصفق تارة يحى الملك وتارة آخرى يعيش الرّئيس وهكذا ...
حتى ظلّ هؤلاء الرّؤساء والملوك جاثمين على صدورهم ،حتى بلغوا من العمر
عتيا ،وكأنهم
يريدون حكم (من المهد إلى اللحّد) يسلبون
ثروات الوطن ، ويمارسون
القهر والإستبداد وتهريب أموال هذا الشّعب إلى بنوك سويسرا وغيرها
ويمارسون
سياسة غلق الأفواه، وتكريس الرّأي الواحد( وما أريكم إلاّ ما أرى)
اليوم ما عادت المهدئات تعمل عملها بعدما إسّتفاق الشّعب من
الغيبوبة الطّويلة التي طال أمدها ، فأصبح يصرخ بفمه المليان
يسقط الملك ويرحل الرّئيس .......؟! فأطلّ هذا الملك وهذا الرّئيس من
جحره المشيد بكل بأموال الشّعب المسّحوق يقدم منومات آخرى
بعدما إنتهت صالحية الأولى لعلها
تنقذه في الوقت بدل الضائع ، لكن الوقت إنتهى والغبّي من لا يفهم
الدّرس والشّعوب ما عادت تتحمل بعدما حرّبتها الأنظمة في عيشها ولقمة
أكلها
وحرية رأيها التي جعلتها تخيط أفواهها ولا تفتحها إلاّ
عند زيارة طبيب الأسنان .
اليوم الشّعب إستجاب للّقدر بعدما أراد أن يعيش في كرامة وعزة
وحرية خاصة إتجاه قضياه المصرية وأراضيه المسلوبة من طرف الأعداء
اليوم الشّعب يريد أن يعيد صياغة حياته وفق قناعاته التي ظلت حبيسة
الذاكرة ، خاصة الشّباب الذّي سئم الرّحيل إلى المجهول وهو في رعيان
الشّباب وعنفوانه ، بعدما لحنت له هذه الأنظمة الحاكمة بتهميشها لهم
أغنيتهم المشهورة(يكلني الحوت ومايكلنيش الدّود) لكن هذه الأغنية ملّ
منها حتى الشّيوخ الحراقين الذّين أرادوا الموت على مياه البّحار..
فاسّتبدلوها بأغنية النّار والبنزين فاحترقت أجسادهم في ساحات المّدينة
كما تحرق جثت أموات الهندوس ليتناثر غبارها كما تناثرت أحلامهم و
إنكسرت على أرصفة الطروقات ، اليوم الشّعوب المسّحوقة كفرت بهذه
الأنظمة وما على هذه الآخيرة إلاّ جمع أشياءها والرّحيل بعيدا قبل فوات
الأوان .فالطّفان القادم لن يرحم حتى عزيز القوم الذّي ظلّ يذّل أبناء
وطنه دون رحمة ولا شفقة ولا شيء باقي على حاله فلكل زمن أبنائه
ولكل وطن رجاله رجال واقفون .........
****************************بقلم فطيمة88***********************