انتهت أمس في
البرازيل قضية شغلت طوال عامين مجتمعها المخملي، ومن بعدها كل البرازيليين
في العام الماضي بشكل عام، وخصوصاً اللبنانيين وعددهم هناك أكثر من 6
ملايين نسمة بين مغترب ومتحدر؛ حين أصدرت محكمة في سان باولو الثلاثاء
23-11-2010 حكماً بالسجن 278 سنة على طبيب لبناني الأصل متخصص بالتلقيح
الصناعي، واسمه روجيه عبدالمسيح، لإقدامه على اغتصاب بعض جميلات المجتمع،
ممن كن من زبائنه في عيادة أسسها وتحولت على يديه إلى ما يشبه كباريه ليلي
أحمر المناخات.
وتصدّر خبر
عبدالمسيح، البالغ عمره 67 سنة، الصفحات الأولى في صحف البرازيل الأربعاء،
وكذلك النشرات الإخبارية لتلفزيوناتها المحلية، وبعض العالمية أيضاً، لأن
عبدالمسيح المعروف هناك بأشهر طبيب نسائي في أمريكا اللاتينية، نجح
بالاعتداء جنسياً، وبصورة كاملة، على 52 فتاة وامرأة من نجمات المجتمع،
إضافة إلى محاولات غير كاملة مع 4 أخريات.
كما مارس تحرشات جنسية متنوعة الطراز طالت أكثر من 200 امرأة وفتاة تم التحقق من رواياتهن من أصل 11 ألف شكوى قدمت ضده،
ما يجعل كتاب "غينيس" للأرقام القياسية يسرع إليه ليضمه بين صفحاته، فقد
ضرب عبدالمسيح الرقم القياسي بالاعتداء والتحرش الجنسي في القرن الواحد
والعشرين بامتياز.
وتقول وسائل إعلام برازيلية
إن عدد من اعتدى أو تحرش بهن لا بد أن يكون ضعف المذكور في حيثيات وموجبات
الحكم الذي صدر في حقه أمس، "فليس كل من اعتدى عليها شكته للشرطة أو قاضته
في المحاكم، خصوصاً أنه كان يختار الجميلات ومعظمهن من المجتمع المخملي
ويتجنبن الفضائح عادة"، بحسب الوارد عنه في بعض الصحف هناك.
وأسس
عبدالمسيح، وهو من بلدة في محافظة عكار في الشمال اللبناني، وهاجر مع
عائلته طفلاً إلى البرازيل؛ عيادته منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي،
واستطاع هو وفريقه القيام بأكثر من 7 آلاف عملية تلقيح صناعي حتى أواخر
1977، لكنه اعتقل بعد عام حين تقدمت إحدى ممرضاته بشكوى لدى أحد المخافر
قالت فيها إنه حاول الاعتداء عليها.
وروت
الممرضة أيضاً تفاصيل تحرشات بعدد من النساء قام بها في العيادة التي
اعتقلوه داخلها، وهي عيادة كانت تبدو لزائريها كأكثر ما رأوه فاخراً بين
العيادات، ثم أفرجوا عنه بكفالة بعد 4 أشهر مشترطين عليه المثول أمام
المحكمة متى طلبته، فانتهت أمس الجلسات التي كانت تسبب الحرج الشديد
للبنانيين الذين تبرأت جمعياتهم ونواديهم والبارزين منهم هناك مما كان يفعل
ومما كانوا يقرأون عنه ويسمعون.
وحين
اعتقلوه العام الماضي دافع عبدالمسيح عن نفسه عبر محاميه، جوزيه أوليفيرا،
شارحاً أن ما كان يحدث "هو هلوسات تشعر بها المريضات وهن تحت تأثير
المخدر، أو خلال الدقائق التي تليه". ونفى قيامه بأي اعتداء، مكرراً بأن
إقدامه على فتح العيادة لعلاج النساء من العقر بشكل خاص "نابع من إيماني
بقدسية الأسرة وبأن مجتعماً بلا أسرة كاملة هو ناقص بالتأكيد، لذلك فقد
كانت مهمتي مقدسة، ولذلك تزوجت وأنجبت 5 أبناء أنجبوا بدورهم 12 حفيداً"،
كما قال.
المصدر