أماه.. ليتك تسمعين
|
لا شيء يا أمي هنا يدري حكايا.. الحائرين
|
كم عشت بعدك شاحب الأعماق مرتجف الجبين
|
والحب في الطرقات مهزوم على زمن حزين
|
* * *
|
بيني وبينك جد في عمري جديد
|
أحببت يا أمي.. شعرت بأن قلبي كالوليد
|
واليوم من عمري يساوي الآن ما قد كان
|
من زمني البعيد
|
وجهي تغير
|
لم يعد يخشى تجاعيد السنين
|
والقلب بالأمل الجديد فراشة
|
صارت تطوف مع الأماني تارة
|
وتذوب.. في دنيا الحنين
|
والحب يا أمي هنا
|
شيء غريب في دروب الحائرين
|
وأنا أخاف الحاسدين
|
قد عشت بعدك كالطيور بلا رفيق
|
وشدوت أحزان الحياة قصيدة..
|
وجعلت من شعري الصديق
|
قلبي تعلم في مدينتنا السكون
|
والناس حولي نائمون
|
لا شيء نعرف مالذي قد كان يوما أو يكون!!
|
لم يبق في الأرض الحزينة غير أشباح الجنون
|
* * *
|
أماه يوما.. قد مضيت
|
وكان قلبي كالزهور
|
وغدوت بعدك اجمع الأحلام من بين الصخور
|
في كل حلم كنت أفقد بعض أيامي وأغتال الشعور
|
حتى غدا قلبي مع الأيام شيئا.. من صخور!!
|
يوما جلست إليك ألتمس الأمان
|
قد كان صدرك كل ما عانقت في دنيا الحنان
|
وحكيت أحوال ويأس العمر في زمن الهوان
|
وضحكت يوما عندما
|
همست عيونك.. بالكلام
|
قد قلت أني سوف أشدو للهوى أحلى كلام
|
وبأنني سأدور في الأفاق أبحث عن حبيب
|
وأظل أرحل في سماء العشق كالطير الغريب
|
عشرون عاما
|
منذ أن صافحت قلبك ذات يوم في الصباح
|
ومضيت عنك وبين أعماق تعانقت الجراح
|
جربت يا أمي زمان الحب عاشرت الحنين
|
وسلكت درب الحزن من عمري سنين
|
لكن شيئا ظل في قلبي يثور.. ويستكين
|
حتى رأيت القلب يرقص في رياض العاشقين
|
وعرفت يا أمي رفيق الدرب بين السائرين
|
عينان يا أمي يذوب القلب في شطآنها
|
أمل ترنم في حياتي مثلما يأتي الربيع
|
ذابت جراح العمر وانتحر الصقيع..
|
* * *
|
أحببت يا أمي وصار العمر عندي كالنهار
|
كم عشت أبحث بعد فرقتنا على هذا النهار
|
في الحزن بين الناس في الأعماق
|
خلف الليل في صمت البحار
|
ووجدتها كالنور تسبح في ظلام فانتفض النهار
|
* * *
|
ما زلت يا أمي أخاف الحزن
|
أن يستل سيفا في الظلام
|
وأرى دماء العمر
|
تبكي حظها وسط الزحام
|
فلتذكريني كلما
|
همست عيونك بالدعاء
|
ألا يعود العمر مني للوراء
|
ألا أرى قلبي مع الأشياء شيئا.. من شقاء
|
وأضيع في الزمن الحزين
|
وأعود أبحث عن رفيق العمر بين العاشقين
|
وأقول.. كان الحب يوما
|
كانت الأشواق
|
كان.....
|
كان لنا حنين!!! |