بسم الله الرحمن الرحيم
ان الله أعلى هذه الأمة أمة الإسلام وفضَّلها وفضَّل أهلها على سائر الأنام من بدْء البدء إلى يوم الزحام ووعدنا في نص كتاب الله أن نكون سادة الدنيا وقادة الأمم وأن يكون الخير معنا ولنا على الدوام لا يُحْوِجنا لا لكافرين ولا لمشركين وينصرنا دائماً على كل من يعادينا ولا ينصر علينا أحدٌ من أعدائنا ولا أعداء رب العالمين
ولكن جعل ذلك بشرطٍ واحد وهو أن نُنفّذ التعليمات التي جاءت في كتابه الكريم وأن نعمل بها كما رأينا وعرفنا وعلمنا من التنفيذ الذي كان يقوم به النبي الكريم صلي الله عليه وسلم
لقد أنزل الله علينا من القرآن الكريم تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة للمؤمنين {لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} الكهف49
ووضع فيه القوانين الإلهية لكل ما تحتاجه البشرية في أطوارها الدنيوية منذ نزوله على النبي المختار إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أمرنا أن نقرأه ثم نتدبّره ونعمل بما فيه {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ}ص29
لا يتلذذون بالأنغام ولا يسمعونه كسائر الكلام ولا يجعلون القارئ يقرأ وهم مشغولون بالكلام وإنما يستنصتون ويسمعون بقلوبهم لما يقوله على ألسنة القارئ منهم لأنه كلام الله ويتدبروا هذا الكلام ويعلموا علم اليقين أن الله أنزله حبل النجاة لنا في الدنيا من المشاكل ومن الهموم ومن الغموم
فلو تمسكنا به وعملنا به بعد تدبُره فإن الله بذاته سيحلّ لنا كل المعضلات وسيُنهي بيننا كل المشكلات وسيجعلنا في سعادة وارفة في الدنيا وسيجعلنا إن شاء الله من الفائزين يوم الميقات لأنه كلام الله الذي يعلوا على سائر الكلام
وهو الذي فيه تشخيص إلهي لكل مشاكل الأنام وهو الذي فيه حلٌ لكل ما يعترينا من هموم وغموم ومشكلات إلى يوم الزحام جعلها الله جاهزة لنا جماعة المؤمنين {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء} فصلت44
جعل الله فيه هداية وفيه شفاء لكل المشكلات كيف نعمل به؟ وكيف ننفذ تعليماته؟ وكيف نقوم بوصاياه وتوجيهاته؟ ننظر إلى الأسوة الطيبة والقدوة الكريمة الذي أوجده مولاه وحفظه من الهوى وعصمه من السوء وجله قدوة كل المؤمنين منذ بعثته إلى يوم الدين
ليقتدوا بهديه ويستضيئوا بسنته ويمشوا على سيرته ويتحلوا بأخلاقه وشمائله بين البرية أجمعين فيكونوا كما كان صلي الله عليه وسلم منصورين وأعزة ومتمكنين بتمكين رب العالمين فما بالنا أمة الإسلام الآن ومعنا القرآن؟ وما أكثر تلاوة القرآن وحفظه بيننا وما أجمل الأصوات التي تقرأه على أسماعنا وما أكثر الوسائل من إذاعات ومسجلات وغيرها التي تُرتّل القرآن في بيوتنا وفى شوارعنا وفى مساجدنا وفى كل أرضنا
ولكننا نرى المسلمين الآن حالهم غير الحال الذي وعدنا به الله نجد المسلمين مستضعفين فكثُرت المشاكل وكثرت الأمراض والعلل وانتشر الفقر وأصبحنا نمُد أيدينا إلى الكافرين والمشركين نسألهم ضرورات الحياة مع أن هذا يخالف ما وعدنا به الله جلّ في عُلاه لماذا ذلك؟
اكتفى بسر واحد إذا عرفناه وانتبهنا وحققنا ما يريده منا الله فستُحَل كل مشكلاتنا إن شاء الله يقول الله لنا أجمعين {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} الأحزاب21