Admin المدير العام
علم الدولة : المهنة : استاذ عدد الرسائل : 3792 العمل/الترفيه : موظف الدولة : الجزائر تاريخ التسجيل : 05/12/2008 نقاط : 6990
| موضوع: حكاية الصورة التي أغضبت أم كلثوم الإثنين مايو 18, 2009 10:27 am | |
|
بقلم الشاعر الكبير: مصطفي الضمراني
لم يحدث في تاريخ كبار الملحنين الذين تعاملوا مع سيدة الغناء العربي أم كلثوم, وتذوقوا طعم أدائها الرصين وحلاوة صوتها الدافئ الشجي, وفهموا جيدا أسلوبها في الغناء في كل حفلاتها التي تقدمها علي المسرح وتنقلها الإذاعة علي الهواء مباشرة إلي جميع الأقطار العربية إن جاء ملحن وموسيقي كبير مشهور وله إبداعاته اللحنية ليبدع لها في الكوبليه الأخير لإحدي أغانيها الجديدة فاصلا من العزف المنفرد- صولوا-solo- علي الطبلة, أي الدربكة- بالبلدي- واستساغه الناس وفتنوا به وحبوه, بل وطالبوا بإعادته أكثر من مرة في الحفل, كما فعل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب, وبطريقة جديدة ومشوقة ومبهجة في نفس الوقت, مع علمه بأن الدربكة أصلا هي آلة موسيقية شعبية قديمة يستخدمها العازفون في الأفراح أثناء زفة العروسة وفي الليالي الملاح عندما يدق العازف علي الطبلة, وتشاركه آلات أخري مثل الدف والمزمار البلدي وغيرها من الآلات الموسيقية, وهكذا تعود الناس علي هذا الأسلوب الذي يتابعونه في الطبلة, لكن عبدالوهاب أراد أن يغير نظرتهم التقليدية لهذه الآلة الشعبية, وهذا المفهوم عن استخداماتها ليقدمها في شكل جديد لم يتعوده الناس, ويضعها في مكانها اللائق إلي جانب الآلات الأخري الراقية مثل القانون والجيتار والأورج وغيرها, ليصبح عبدالوهاب هو الملحن الوحيد الذي استطاع وحده أن يكتشف في هذه الآلة إمكانات جديدة تشد اهتمامات الناس وفي قلب أغنية تفتتح بها أم كلثوم موسمها الغنائي, ولم تكن الطبلة أو الدربكة غريبة علي الملحنين, فكثير منهم استخدموها في أغانيهم وألحانهم الشهيرة لمعظم المطربين والمطربات العرب, ولا يمكن أن يتجاهلوها بحال من الأحوال في ألحانهم- وكثيرا ما يأتي استخدامها في بداية اللحن أو في المقدمة, معتمدين في ذلك علي كفاءة الطبال وحنكته في استخدامها وإظهار مهارته الخاصة أثناء العزف عليها من تلقاء نفسه دون توجيه من أحد سوي اعتماده علي سير اللحن ودخول الطبلة في إيقاعاته دون تدخل من الملحن, أما في حالة عبدالوهاب فالوضع مختلف تماما, فالطبال لا يفعل ذلك من تلقاء نفسه, لكن طبقا لتوجهات عبدالوهاب وبالطريقة التي يرشده للالتزام بها, ليؤكد أن هذه الآلة تمتلك إمكانات أخري لم يتم اكتشافها بعد, وأن الفنان المبدع يمكنه الكشف عنها وتقديمها في ثوب جديد يشد انتباه الناس ويجعلهم يحبونها بل ويعشقونها ويشعرون بنوع من الابتهاج, عندما تستخدم في مكانها الصحيح الذي يجعلها أكثر جاذبية من مكانها القديم المعتاد, وبذلك يكون عبدالوهاب قد وضع منهجا جديدا لاستخدام الطبلة يمكن أن يتعلمه الدارسون في معاهد الموسيقي العربية والأكاديميات الفنية وتصبح هذه الآلة لها عشاقها والذين يمكنهم التمسك بها ويفضلونها علي كثير من الآلات الموسيقية الأخري. العزف المنفرد والمقنن موسيقيا وقد استطاع عبدالوهاب بالفعل أن ينتقل بالطبلة في صياغة فنية جديدة أثارت اهتمام خبراء الموسيقي في عالمنا العربي, وكانت المناسبة أغنية فكروني للشاعرالكبير عبدالوهاب محمد, الذي كان يعلن دائما أن أغنيته فكروني, وإن كان ترتيبها السادس في أغنياته لأم كلثوم, إلا أنها الأولي من وجهة نظره ورؤيته الفنية ومكانتها بين أغانيه لسببين, أولهما جاء بعد سماعه للحن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب أثناء البروفات وسعادته الغامرة بأداء أم كلثوم, واستحداث عبدالوهاب لصولو الطبلة منفردا ضمن هذا اللحن, وبطريقة غير مسبوقة ومبهرة أثارت اهتمام الكثيرين, حيث وضع عبدالوهاب هذا الصولو مقننا أي مكتوبا بالنوتة الموسيقية ومدونا أمام العازف لكي يلتزم به ولا يحيد عنه أو يخرج قيد أنملة, بعكس ما كان يفعله أي عازف آخر بالاستخدامات العادية والتقليدية للطبلة- الدربكة في أثناء زفة العروسة والاندماج مع هذه الراقصة أو تلك تشاركه بعض الآلات الشعبية الأخري لاكتمال الزفة مثل آلة الدف والمزمار وغيرهما, ولم يخطر ببال العازف الذي اختاره عبدالوهاب أن يستدعيه ويجلس أمامه وينظر إلي النوتة الموسيقية حرفا حرفا, وفي التوقيت المحدد له في سياق اللحن, وبشرط أن يكون قد حفظ هذه النوتة مسبقا قبل دخول الاستديو, والاستماع إلي تعليمات رئيس الفرقة الموسيقية عازف القانون الأول محمد عبده صالح من بد اية غناء أم كلثوم لمذهب الأغنية الذي يقول: كلموني تاني عنك.. فكروني صحوا نار الشوق في قلبي.. وفي عيوني وافتكرت فرحت وياك قد إيه وافتكرت كمان ياروحي بعدنا ليه جم في همسة وغيروني.. كانوا ليه بيفكروني ولم يحدث أن كانت أم كلثوم قد شاهدت هذا العازف الشاب الذي انضم إلي فرقتها الموسيقية, فهي تعرف أعضاءها واحدا واحدا وتنادي كلا منهم باسمه, وسألت عبدالوهاب عن اسمه فقال لها بعد الثناء علي موهبته اسمه كتكوت الأمير, فضحكت أم كلثوم وقالت إنه كتكوت بالفعل, فهو أصغر عضو في فرقتها الموسيقية, وكان بالطبع في غاية الرهبة لوجوده في فرقة سيدة الغناء العربي ومع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب, وإحساسه بأنه وصل إلي مكانة لم يصل إليها أحد ممن هم في سنه من العازفين. وتترك أم كلثوم عبدالوهاب يقدم نصائحه للعازف الذي بدأ بالفعل في تقديم الصولو المكتوب أمامه في النوتة في أحد كوبليهات الأغنية, ويخطئ كتكوت في البداية عند الدخول مستخدما مهاراته العادية في العزف علي الطبلة, ويطلب منه عبدالوهاب التوقف عندما يكتشف أنه خرج عن النوتة المكتوبة, وبلطف شديد طلب من كتكوت الوقوف وجلس هو علي الكرسي مع الفرقة الموسيقية وقال له شوف أنا باعمل إيه, وأمسك عبدالوهاب بالطبلة وقام بعزف الصولو المنفرد عليها, وطلب من كتكوت الاستماع إليه جيدا مرة ومرتين وأعضاء الفرقة مبهورين بأداء عبدالوهاب علي الطبلة, ويستمعون بشغف شديد إليه وهو يعطي الدرس للعازف الشاب مما أثار انتباه عازف الكمان الأول أحمد الحفناوي ليقول للأستاذ وهو في قمة سعادته وبابتسامته الحلوة: صحيح يا أستاذ إنك موسيقار الأجيال, وها هو واحد من الجيل يتعلم منك, واستمرت الفرقة في العزف الجماعي إلي أن وصلت إلي المقطع المبهج في أغنيتها فكروني والذي زادته أم كلثوم حلاوة فوق حلاوة اللحن بأدائها الجميل الشجي الرائع. القمر من فرحنا.. ح ينور أكتر والنجوم بتبان لنا.. أجمل وأكبر والشجر قبل الربيع بقي لونه أخضر اللي فات ننساه.. ننسي كل أساه ياللا نلحق م الزمن أيام صفاه
[/center] | |
|
fatima48 نائبة المدير العام
علم الدولة : عدد الرسائل : 2312 العمل/الترفيه : ماكثة بالبيت الدولة : الجزائر تاريخ التسجيل : 19/12/2008 نقاط : 3472
| موضوع: رد: حكاية الصورة التي أغضبت أم كلثوم الإثنين مايو 18, 2009 12:14 pm | |
| | |
|