السؤال:
قرأت نصيحة
الشيخ الدويش التي
أرسلتموها إلي بخصوص التشات، لكن لم أجد فيها الاجابة على سؤالي "حلال أم
حرام
التشات؟" فقد قام بإعطاء نصيحة وليس فيها من جواب هل حلال ام حرام؟
فأنا بعدما
أؤدي فروض الله
سبحانه وتعالى أجلس على الإنترنت، وبعدما أتصفح المواقع الدينية معظمها
أدخل على
الدردشة، ومن الطبيعي أن أجد الفتيات والشباب حتى أتحدث معهم، وأكثر من مرة
وجدت
شباب محترمين جداً، وكلامنا لا يخرج والله عن نطاق الأخلاق والدين، فهو
تعارف ونقاش
في قضايا المجتمع، وأحياناً أيضاً قضايا دينية.
فهل هذا حرام
أم حلال؟ مع
العلم بأني إذا وجدت أي شيء بعد ذلك يستدعيني للشبهة فأقوم بالانسحاب
فوراً.
فهل محادثتي
إليهم حلال أم
حرام؟ فأرجو التكرم والإجابة علي، وأفضل أن تبدأ الإجابة بـ "حلال" أو بـ
"حرام".
الجواب لفضيلة الشيخ
حامد العلي:
"الحمد
لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: ـ
أيتها
الأخت
الكريمة، لايصح من المسلمة أن تتخذ من شباب ليسوا من محارمها وسيلة
للمؤانسة
بالحديث والحوار حتى لو كان ذلك على شبكة الانترنت، ولهذا قال تعالى "وإذا
سألتموهن
متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن" ـ ويفيد قوله
تعالى "وإذا
سألتموهن متاعاً" ـ أن الأصل أن الحديث بين المرأة والرجل الذي ليس من
محارمها على
قدر الحاجة عند سؤال المتاع مثلاً، كما قال تعالى عن ابنتَيْ الرجل الصالح
"فجاءته
إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا" وفي
موضع أخر
قال "قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين" ـ ونحو
ذلك مما
تدعو إليه الحاجة.
أما
الاسترسال بالحديث بين
الجنسين، كما يحدث الرجل الرجل، أو المرأة المرأة، فما هذا إلا من سبيل
الشيطان؛
يبدأ الشيطان بخطوة المحادثة، ثم ينتقل إلى خطورة أخرى: التعارف الأخص، ثم
العلاقة،
ثم التعلق القلبي، ثم إلى أن يحصل ما لا تحمد عقباه.
ونحن لا
نستطيع أن نقول مجرد
الحديث الوارد في السؤال في الأمور المباحة محرم في حد ذاته، ولكنه طريق
إلى
الحرام، ولهذا فلا يجوز وضع المحادثة بين الجنسين في "التشات" بالصورة التي
هي
منتشرة على الشبكة.
والله أعلم"
كتبه: فضيلة الشيخ حامد بن عبد الله
العلي