شهر عسل و حب في أحضان الإسكندرية
وصفته
فيروز بشط الهوى، وغنت له «شط إسكندرية يا شط الهوى»، فالإسكندرية «ماريا
وترابها زعفران»، كما يقول أهلها احتفاء بمدينتهم التي أسسها الاسكندر
الأكبر ومنحها اسمه. فعلى شط الإسكندرية تتدافع الأمواج في رقة وعذوبة
وكأنها معزوفة من النسيم العليل.
وبرغم تغير الأحوال لا تزال
الإسكندرية تتمتع بعبقها الخاص كأعرق سكندريات العالم، ولا تزال من أهم
المصايف المصرية، حيث تتنوع شواطئها التي تمتد على مدى 140 كلم ما بين
سياحية ومميزة ومجانية، لتناسب كافة المستويات من الزائرين الذين يبلغ
عددهم ما لا يقل عن 3 ملايين مصطاف من مختلف أنحاء العالم.
تضمن
الإسكندرية لمرتادها تجربة مميزة، تظل عالقة بذاكرته، حتى يعود إليها
فتمنحه ذكريات أخرى. ويمكنك خلال يومين أو حتى في «الويك إند» أن تعيش طقس
الإسكندرية بمتعة لا تنتهي. ففي اليوم الأول عليك تذوق عبق الإسكندرية
الكوزموبوليتانية ونبدأ الجولة في أحيائها، حيث تجد بصمات وذكريات جاليات
عاشت بها، على مبانيها ذات الطراز الفلورنسي، ومن خلال جولة في قلبها ـ
محطة الرمل ـ ستجد محلات للجالية اليونانية لا تزال تحمل أسماء أصحابها،
مثل باسترودس وديليس وأثينيوس وغيرها، ويمكنك هناك احتساء فنجان من القهوة
مع قطعة من الحلوى الفرنسية الشهية، لتتمكن من التسوق والتجول في أهم
شوارع المدينة النبي دانيال، حيث ستجد كل ما تحتاج إليه من ملابس
وإكسسوارات وكتب قديمة ونادرة.
ومن أهم المزارات السياحية بوسط
الإسكندرية التي يفضل زيارتها في الصباح، المتاحف الأثرية، ومنها متحف
الإسكندرية القومي، وهو أحدث المتاحف بالمدينة ويضم 1800 قطعة أثرية، ويعد
فريدا من نوعه، حيث يروي قصة المدينة عبر العصور حتى الآن، كما أنه يمتاز
بأسلوب عرض منظم وفتارين معلقة، فقد تم دهان قاعات عرض الآثار بألوان تدل
على طبيعة العصر الخاص بها، فمثلا اللون الأسود لقاعات العرض الفرعوني،
واللون الأبيض ليمثل العصور اليونانية الرومانية، والأخضر لقاعات العصر
الإسلامي والقبطي. ومواعيد العمل به من التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء.
ناهيك عن الأطلال اليونانية الرومانية التي تتناثر بين جنباتها، ومن أهمها
المسرح اليوناني، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي وهو المسرح
الوحيد من نوعه في مصر، ويتكون من اثني عشر مدرجا نصف دائري، وبه مجموعة
من الحمامات الرومانية، وتعرض به بعض قطع الآثار الغارقة المنتشلة من موقع
قلعة قايتباي. كما يضم المتحف اليوناني الروماني مجموعات نادرة من
التماثيل التي ترجع إلى الفترة ما بين القرن الثالث وحتى الخامس الميلادي.
ومن الأماكن التي يجب ألا تفوتك زيارتها متحف كفافيس، وهو منزل الشاعر
اليوناني السكندري المولد قسطنطين كافافيس، ويضم المتحف غرفة نومه
والصالون الشعري الخاص به.
ومن أهم المعالم التاريخية التي يجب
زيارتها قلعة قايتباي التي تقف على أطلال منارة الإسكندرية القديمة إحدى
عجائب العالم القديم، وهي من أهم الآثار الإسلامية بالإسكندرية شيدها
الأشرف قايتباي، من سلاطين المملكة البحرية لحمايتها من الأتراك
العثمانيين، ويوجد بها أقدم مسجد أثري بالمدينة وصهاريج للمياه. وبجوار
القلعة متحف الأحياء المائية، وبه مجموعة من هياكل الأسماك العملاقة،
وهيكل لعروس البحر. وعقب زيارة القلعة ستجد نفسك في حالة من الانجذاب لحي
رأس التين، الذي عرف قديما بالمدينة التركية، فهو يتميز بوجود حلقة
الأسماك التي تقام بها مزادات لبيع الاسماك يومياً، كما يتميز بعدد من
المساجد الأثرية، وهي المنطقة التي أطلق عليها «ميدان المساجد»، وأهمها
المرسي أبو العباس الذي صممه الايطالي «ماريو روسي» ليصبح أكبر مسجد في
المدينة، وقد أقيم المسجد تخليدا لذكرى أبي العباس الذي كان متصوفا زاهدا،
وتمتد تحت المسجد الأسواق المغلقة التي يوجد بها محلات البازار، وبجواره
يقع مسجد الشاعر البوصيري، وياقوت العرش.
وعقب هذه الجولة يمكنك
تذوق أشهى المثلجات بالمنطقة من جيلاتي عزة أو مكرم، كما يمكنك تناول عشاء
شهي في أشهر مطاعم الطرب والمشويات حسني وأبو راوية، حيث يمكنك تناول طبق
من الكباب والكفتة مع طاجن الأرز المعمر وطاجن الخضراوات والسلطات وطبق أم
علي بحوالي 40 جنيها للفرد. وفي بحري هناك العديد من الاختيارات إذا رغبت
في تناول وجبة من الفوسفور البحري، وأشهر الأكلات البحرية السكندرية
الترسة وأسماك البوري والمياس والدينيس وسمك الأرنب والفراخ وطواجن السبيط
وطواجن المحار المختلفة من الجندوفلي والجونشل والجلاجولا. فإذا كنت تهوى
الأجواء الشعبية فهناك مطعم أبو أشرف وهو يقدم وجبة رائعة تكفي لثلاثة
أشخاص عبارة عن سمك بوري سنجاري وأرز صيادية وكيلو من الجمبري والسلطات
والمشروبات بحوالي 200 جنيه. كما يقدم مطعم «قدورة» وجبة أسماك طازجة
بحوالي 30 جنيها للفرد
كما يمتاز بتقديم أشهر الأكلات السكندرية
وهي الملوخية بالجمبري. أما إذا كنت من هواة المطاعم الراقية فعليك التوجه
لمطعم فيش ماركت، حيث يصل سعر وجبة الفرد لأكثر من 150 جنيها. ويمكنك
الاستمتاع بسهرة شاعرية في نادي اليخت المصري أو النادي البحري اليوناني
والاستمتاع بالوجبات البحرية. كما يمكنك القيام بنزهة بحرية ليوم واحد من
منطقة بحري وحتى المنتزه أو الساحل الشمالي. كما يمكنك الاستمتاع بممارسة
هواية الغطس والتنزه في مدينة كليوباترا الغارقة تحت مياه الميناء الشرقي.
في
المساء يمكنك الاستمتاع بقضاء أوقات سعيدة مع أصدقائك وحضور حفلات موسيقية
في أحضان مكتبة الإسكندرية، حيث تقيم المكتبة مهرجانا صيفيا دوليا يستمر
حتى نهاية شهر أغسطس (آب)، يشمل حفلات غنائية لأشهر الفرق، إلى جانب
الاستعراضات الفنية، ومعارض الفن التشكيلي وسمبوزيوم النحت الدولي. أو
يمكنك الاستمتاع بعروض دار أوبرا الإسكندرية المعروفة بمسرح سيد درويش،
وهو مسرح أثري بني في أوائل القرن العشرين. وإذا كنت من الباحثين عن
السهرات الرومانسية فيمكنك حضور حفلات المهرجان الصيفي بحديقة الشلالات.
وفي
اليوم الثاني ننصح بجولة في شرق المدينة، وهو الجزء الذي يكتظ بزوار
الإسكندرية ليلاً ونهاراً، من أهم المزارات به منطقة «بير مسعود» وهي
البئر الصخرية التي يروي عنها أهالي الإسكندرية حكايات خرافية حول تحقيقها
للأمنيات بعد إلقاء النقود المعدنية فيها. كذلك يمكنك التسوق في شارع خالد
بن الوليد وهو شارع تجاري يكتظ بالمارة طوال اليوم وتملؤه المحال الخاصة
بمستلزمات المصيف، وبه عدد لا حصر له من المطاعم والمقاهي.
بعد
التجول يمكنك الاستلقاء على الرمال والاستمتاع بمياه شاطئ ميامي المتميز
في قرية البوريفاج، بعدها يمكنك زيارة أروع المزارات في الإسكندرية على
الإطلاق قصر المنتزه الذي يقع على ربوة عالية تطل على أكثر شواطئ
الإسكندرية سحرا ورومانسية، تضم حدائق المنتزه العديد من المزارات منها:
طاحونة الهواء والكوبري والفنار ومرسى اليخوت، وقصر السلاملك وبرج الساعة،
والصوبة الملكية التي أسسها الملك فؤاد عام 1934، وبها أندر النباتات التي
يصل عمرها إلى 75 عاما، وتوجد داخلها منطقة شلالات طبيعية التي كانت مكانا
مفضلا للأميرات وهي متاحة من دون أي رسوم للزوار، ومنتجع باراديس، ومركز
رياضي «جرين لاند». كما يوجد بها فندق فلسطين الذي يضم مجموعة رائعة من
المطاعم الشرقية والغربية والآسيوية. ومن الأماكن الترفيهية «المعمورة»،
حيث تقام بها مهرجانات السياحة والتسوق، وتوجد بها مطاعم الوجبات السريعة،
وأماكن مخصصة لقيادة الدراجات، ودور سينما صيفية، وملاه، ومجموعة من
المحال التجارية والكافيتريات.
وإذا كنت ترغب في البعد عن الزحام
وممارسة الصيد والتخييم فعليك بالتوجه الى أبي قير، فهي تضم مجموعة من
الجزر أهمها جزيرة نيلسون وجزيرة العريان وجزيرة الصغير، فيمكنك القيام
برحلة بحرية قصيرة من أبي قير بواسطة قارب صغير إلى هذه الجزر والتخييم
هناك لعدة أيام وسط المياه الفيروزية والرمال الصفراء. وعقب هذه الرحلة
الشاقة يمكنك التوقف لتناول وجبة أسماك طازجة على شاطئ أبو قير في مطعم
زفريون اليوناني.
* سياحة علاجية
* من الشرق إلى الغرب، حيث
توجد «كنج مريوط» على بعد 35 كلم غرب المدينة، وهي مركز يجذب راغبي
الاستشفاء بهدف العلاج أو التجميل عن طريق الحمامات الطبية والرمال
الساخنة والعيون الكبريتية، كما تصلح للتخييم. وتليها مدينة برج العرب،
التي يوجد بها مطار دولي، وتبعد عن المدينة حوالي 52 كلم غربا، وبها بعض
المزارات السياحية التي تعود للعصر الروماني، وتوجد بها قرية (جولدن بيتش).
* الإقامة
*
تتيح الإسكندرية أماكن متنوعة للإقامة بداية من أرقى الفنادق العالمية مثل
فندق فورسيزونز سان ستيفانو، الذي يقدم إقامة خيالية في عالم الرفاهية وهو
يمتاز ببانوراما رائعة على البحر المتوسط، وتبدأ أسعار الإقامة فيه من 480
دولارا للفرد شاملة الإفطار، إذا كنت ترغب في الإقامة بمكان تشعر فيه
بحيوية الحياة في الإسكندرية فيمكنك الإقامة في فندق هيلتون جرين بلازا
بأسعار تبدأ من 750 جنيها مصريا للفرد، وهو يتوسط اكبر مول ترفيهي مفتوح،
وإذا رغبت في الإقامة بوسط المدينة فيمكنك الإقامة في فندق سيسيل أو
باراديزان متروبول وتتراوح أسعار الإقامة بهما من 400 إلى 500 جنيه مصري.
: