أثار قرار عدد من الفنانات الجزائريات التراجع عن قرار ارتداء الحجاب بشكل مفاجئ والعودة مرة أخرى للغناء والتمثيل حالةً من الغضب؛ حيث اعتبر البعض الأمر عبثًا بالحجاب وإهانة للإسلام والمسلمين وتلاعبًا بمشاعر المرأة المسلمة.
ورصدت صحيفة "الحوار" الجزائرية ظاهرة قيام عددٍ من الفنانات الجزائريات بارتداء الحجاب واعتزال الفن ثم خلعه، وقالت إن ظاهرة ارتداء الحجاب في الوسط الفني انتشرت بشدة لدى نجمات الفن العربي عامةً والجزائري خاصةً؛ حيث أصبح ارتداء الحجاب عند أغلبيتهن موضة، الأمر الذي دفع بالكثير من الممثلات والفنانات العرب كما الجزائريات إلى الإقبال على هذا الثوب الإسلامي.
غير أن المذهل ما في الأمر هو عبث هؤلاء بالحجاب، وهو ما حدث مع الفنانة سلوى التي أعلنت اعتزالها الفن وارتدائها الحجاب لتعود مؤخرًا إلى الساحة الفنية بعد أن خلعت حجابها.
وأضافت الصحيفة أن "الأمر نفسه حدث مع الفنانة أمينة زهير، الزهوانية وغيرهما، ممن عبثن بهذا اللباس الشرعي. هذه الظاهرة اعتبرها البعض إهانة للإسلام والمسلمين وتلاعبًا بمشاعر المرأة المسلمة، وأدانها كبار علماء الدين".
لوك جديد لأمينة زهير
وتأتي على رأس القائمة، الفنانة أمينة زهير التي فاجأت الجميع بارتدائها الحجاب لتكون أول فنانة جزائرية تفجِّر الظاهرة لتعود بعد مدة من اعتزالها الفن لتعلن عزمها على العودة مجددًا إلى الساحة الفنية والغناء محتفظة بخمارها.
ووصفت الصحيفة القرار بأنه غريب، خصوصًا وأن زهير أعلنت أنها ستؤدي الأغاني الراي "النظيفة"، ولعل المذهل في الأمر هو ظهورها في أحد البرامج التلفزيونية على القناة الجزائرية بمظهر جديد وجريء في نفس الوقت بشعر أصفر مصبوغ وفستان سهرة غير محتشم، وكأنها في سن العشرين. وهكذا أصبح حجاب أمينة زهير في خبر كان، بحسب "الحوار" الجزائرية.
الزهوانية تخلع الحجاب
أما نجمة الراي (الحاجة) الزهوانية كما أصبح يحلو للبعض مناداتها منذ أدائها مناسك الحج وارتدائها الخمار، أصرَّت على البقاء في عالم الغناء لكن هذه المرة بعيدًا عن طابع الراي لتتخصص في الأناشيد الدينية، حيث أصدرت مباشرة بعد عودتها من الحج ألبوم "سيدي محمد رسول الله"، وابتعدت بعدها عن الأضواء في صيف 2005، وهو الخبر الذي تصدر أغلفة معظم المجلات الفنية الجزائرية، لتكون أول مغنية راي تعتزل الغناء وترتدي الحجاب، الأمر الذي تأكد من خلال ظهورها في عدد من البرامج التلفزيونية، مرتدية خمارًا أبيضَ ليصدق البعض ويذهل البعض الآخر.
قنبلة من نوع خاص فجرتها الزهوانية مؤخرًا؛ حيث تعود إلى الواجهة الفنية، وهي العودة التي أثارت دهشة وسخط وغضب الكثير من الجمهور الجزائري وحتى علماء الدين الذين لم يتوقعوا شكلها الجديد بخلعها الحجاب وعودتها إلى الغناء من خلال مهرجانات تيمقاد، جميلة، سيدي فرج بمنظر غريب.
الفنانة نعيمة عبابسة ربما كانت أقل حدة لتمسكها بالحجاب رغم أنها مازالت تمارس الفن، فبعدما أدت مناسك الحج منذ سنتين وقابلت الداعية عمرو خالد عادت إلى أرض الوطن وهي نادمة على كل شيء على حد تعبيرها، واختفت عن الأضواء فترة، واتجهت للأغاني الملتزمة والمدائح الدينية.
حجاب نادية بن يوسف
أما الفنانة نادية بن يوسف، التي كانت قد فجرت القضية في تسعينيات القرن الماضي من خلال ارتدائها الحجاب واعتزلها الفن بسبب ظروف عائلية فرضت عليها، حسب ما صرحت به لوسائل الإعلام، تراجعت سريعًا عن قرار الاعتزال وضربت به عرض الحائط لتعود وتعلن عودتها للفن من بابه الواسع بعد أن قامت بتسجيل عدة ألبومات غنائية نافست بها نجمات الجيل الجديد، فضلاً عن الحفلات التي كانت تحييها إلى ساعات متأخرة من الليل، وكذا الجولات الفنية التي قادتها إلى العديد من دول العالم.
الأمر نفسه تكرر مع المطربة سلوى التي أعلنت منذ فترة طويلة اعتزالها الفن وارتدائها الحجاب، لكن سرعان ما استيقظت الساحة الفنية في عام 2004 على خبر إعلان عودتها إلى الفن وخلعها الحجاب.