''الخضر'' تحصلوا على نفس منحة ''الديكة'' نظير تأشيرة المونديال
تهديدات بعض اللاعبين بمقاطعة كأس إفريقيا وراء غياب لحسن
لا تزال قضية لاعب راسينغ سانتاندار، مهدي لحسن، تصنع الحدث وسط الشارع الكروي الجزائري، من خلال تباين المواقف، حيث تفاعلت معها أطراف بحماس الوطنية، مما دفعها إلى رفض مجيئه، في حين تراها أطراف أخرى من زاوية البحث عن مصالح المنتخب الوطني المقبل على حدثين هامين هما كأس أمم إفريقيا المرتقبة قبل 20 يوما من الآن، وكأس العالم المقررة بعد أقل من ستة أشهر.
تسببت هذه المشكلة في حدوث شقاق بين المدرب الوطني رابح سعدان ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، الذي كان قد سبق له التصريح للقناة الإذاعية الأولى بوجود اللاعب لحسن ضمن التشكيلة التي ستخوض المنافسة القارية دون أخذ رأيه نهائيا، وبالتالي، فإن عدم تلبية اللاعب للدعوة، بطريقة دبلوماسية ولبقة سبّب إزعاجا للرجل القوي في ''الفاف''. وإذا كان ''الشيخ'' سعدان قد ألمح إلى استحالة مجيء لحسن لكونه ينتظر مولودا جديدا ويتوجب عليه البقاء قرب زوجته، وهي تبريرات بدت واهية لرجال الإعلام الذين حضروا الندوة الصحفية التي نشطها يوم الثلاثاء الماضي، فإن هذا الأخير قد شعر بالإزعاج في حال تلبية الدعوة، خاصة بعد أن وصلته معلومات مؤكدة تشير بأن ثلاثة عناصر فاعلة في تشكيلة ''الخضر'' عازمون على مقاطعة دورة أنغولا في حال تواجده ضمن المجموعة، مما جعله يعزف عن المجيء، حفاظا على روح وتماسك المجموعة، وكذا حفاظا على سمعته كلاعب مؤثـر في فريقه، إذ يعتبر اللاعب الجزائري الوحيد الذي يلعب بانتظام في مباريات ''الليغا''، من خلال خوضه لـ34 مباراة في الموسم الماضي، ومشاركته في كل مباريات المرحلة الأولى من البطولة الإسبانية بمجموع 16 مقابلة، وهو ما لا نجده عند باقي اللاعبين الجزائريين الذين لا يلعبون بشكل منتظم، بل في فترات متقطعة، مثلما تشير إليه الإحصائيات، حيث شارك مراد مغني في ثلاث مباريات فقط كلاعب أساسي، وزياني في ست مباريات، وبلحاج في سبعة، مما يعني أن الجزائر ستخسر الكثير من غياب هذا اللاعب الذي يتميز بلياقة بدنية معتبرة ومؤهلات تقنية كبيرة.
كما أن تدخل بعض العناصر في أمور ليست من صلاحياتهم، يهدد مستقبل المنتخب الوطني، وقد يصل إلى جد تكرار سيناريو مونديال 1986 أو أكثـر في حال الرضوخ لرغبات بعض اللاعبين، مع أنه لا أحد شارك في التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا بدون مقابل، بل رصدت الدولة والاتحادية منحا معتبرة نظير التأهل إلى المونديال، إذ يكفي أن زياني ورفاقه تلقوا نفس المنح التي تلقاها لاعبو المنتخب الفرنسي للوصول إلى المونديال والمقدرة بـ200 ألف أورو، في انتظار التفاوض مجددا حول المنح الخاصة بكأس إفريقيا. وبتحليل منطقي، فإنه من الصعب التتويج باللقب القاري رغم التنبؤات التي تضع الخضر في موقع الفرق الكبيرة في هذه الدورة.