باتت منتشرة ـ في هذه الأيام ـ قصة العشيقة أو الصديقة حتى وصلتنا ونالت من استقرار بيوتنا ..
فلم يعد يكتفي الرجل بزوجته ، فراح يبحث له عن أخرى تعوّضه عما ينقصه أو عما يتوهم أنه ينقصه ..
ربما تتزاحم الأسئلة بخصوص هذا الأمر ، لكني لا أريد سرد الأسئلة ، ولا الخوض في تفاصيل الإجابة !
فقط أحببتُ أن أقدم لكم مقارنة بين كل منهما ، علّكِ تستطيعين الاختيار بعدها .. ؟!
الزوجة سيدة محترمة تقدّم الزوج لخطبتها وقدَّم لها المهر الذي يليق بها
منحها لقب ( زوجة ) ومن ثم لقب ( أم ) .. أمّنها على نفسه وماله وولده ، قدّم لها السكن
والاستقرار ، ولبّى جميع حاجاتها على اختلافها .
أما العشيقة فهي سيدة غير محترمة ـ فقدت معنى الاحترام تجاه نفسها وفقده الآخرون تجاهها ـ
تقدّم الرجل لمرافقتها ، كان مهرها بخيسا لم يتجاوز هدية ما ، أو عشاء في مطعم فاخر بهرتها أضواءه
منحها لقب ( عشيقة ) ومن ثم لقب ( ساقطة منحرفة ) .. !
لم يأمنها ولن يأمنها على نفسه أو ماله أو ولده ، قدّم لها القلق والضياع ، لبّى رغم كثرة حاجاتها واختلافها حاجة واحدة فقط .. !
نعود لـ الزوجة تلك المرأة التي تخرج للمجتمع كريمة عزيزة شامخة فلا شيء يعيبها
على نقيض العشيقة التي تواجه المجتمع كسيرة ذليلة ناقمة ـ وإن لم يعرف عنها أحد
ما هي عليه ـ يكفي أنها تعرف نفسها حقّ المعرفة !
الزوجة تُمارس الحبّ وتقدّمه صادقا دون خوف ، وتقبله من زوجها دون قلق
لأن الأمر كله حلال ، ومقبولا عرفا وقانونا ..
أما تلك العشيقة المسكينة فتمارسه وتقدمه بنشوة عابرة وقلق دائم وخوف سكن الأعماق
فالأمر كله حرام ، ومرفوض عرفا وقانونا ..
الزوجة على يقين أن زوجها مهما طالت غيبته سيعود لعشها ، ومآله لكنفها وما يمر به من نزوات
إنما هي عابرة سيطويها الزمان بين صفحاته ، وتبقى الزوجة والبيت والولد هم الأساس ..
أما يقين العشيقة فيقول : إنها ليست سوى محطة ، يقضي عندها الرجل بعضا من وقته ثم يرحل ، فلا أساس يثبته ..
الزوجة ترى دوما أن لحياتها امتدادا واستمرارا بامتداد حياة أبنائها ، وأبناء أبنائها ..
فهي في صحة نفسية على الدوام ..
أما العشيقة فلا يفارقها الشعور أن حياتها مبتورة ، لا قيمة لها ، فلمن تعيش ؟
ولمن تعطي ؟ ومن أجل مَن تبذل ؟!
حتى تغدو فريسة سهلة للأمراض النفسية الخفية ..
الزوجة تموت فتجد من يبكي عليها ، يترحم عليها ، يدعو لها ، يفتقد وجودها ..
عزيزة هي في حياتها وبعد موتها ..
أما العشيقة فتموت وحيدة ، لا أحد يهمه أمرها بل قد يحمدون الله على الخلاص منها ومن عارها ..
ذليلة هي وحقيرة في حياتها وبعد مماتها .