المهم
ان عماد كان ضحية اهمال و أي اهمال
عماد
منذ شهور و ما يقارب السنة تقريبا كان قد تعرض إلى كسر في فكه السفلي مما اضطر
الأطباء الى عملية جراحية خطيرة حتى و ان لم تكن بسبب الحصار و قلة الأدوية و
العناية بالمواد الكميائية
قلت
عملية و التي تمت بنجاح و الحمد لله بالرغم من أنها أخذت وقت و تم فيها زرع
البلاتين ليمسك بالفك مكانه على امل ان ينزع البلاتين بعد ان يشفى الفك تماما
قلت
العملية كانت ناجحة إلى حد كبير و بقية معانات الشاب في فترة النقاهة حيث كان
يعتمد على الشفاطات لسد رمقه و جوعه و الأمر هنا عادي بالرغم من العذاب الذي لا
يعرفه ألا هو و اقرب المقربين منه لأنه لا يستطيع في الشهور الثلاثة الأولى ان
يستعمل فكه بالطبع
بقي
الفتى على هذا الحال و بالطبع تصادف مع أحداث غزة المأساوية و كان كالليث و كأنه
ليس المصاب و يشهد له كل أهل غزة على ذلك
و
هو الفتى التقي النقي الذي لا يفوته فرض من فروض الله أي من الشباب الذين يحبهم
المولى عز و جل و يتباهى بهم أمام الملأ الأعلى و هو يقول انظرو عبدي فلان ابن
فلان انه يعبدني و يسبح بإسمي و يصلي من أجلي
عماد
كان من الدؤوبين على الصلاة و مساعدة الغير و زيارة المسجد ان لم اقل انه كان
حمامة المسجد
فسبحان من وضع سره في هذا الفتى اليافع
المهم
انه لم يتحجج بمرضه مثل الكثير من الشباب بل بالعكس كان دائما يقول انه يكون مرتاح
عندما يساعد غيره و انه يحلم ان يكون من شباب المقاومة
و
بالطبع رجال المقاومة في غزة ليسو بالغافلين بل راو مدى استعداد الفتى ان يضحي
بنفسه من اجل ربه و قضية وطنه و تم الإتفاق على ضمه إلى جماعة احباب الرحمان
المقاومين الأحرار
تمر
الأحداث بكل مافيها و لا داعي لذكرها و لم يكتب للفتى الشهادة على يد الأعداء و
واصل بكل بسالة مسيرته في الإنقاذ
فكم
من روح أنقذت بيده و كتب له الله بها قصرا في الجنة
و
كممن شهيد سوف يشهد له يوم القيامة ان فلان ابن فلان اخرج جثماني و سترني
و
كم من أم رفعت يداها إلى السماء و هي تدعو له من المولى عز و جل اروع الأدعية
و
كم من شاب و فتاة ضمهم إلى صدره و هو يهون عليهم فاجعتهم
و
كم من طفل و طفلة حمل بين يديه و هو يجري ليقدم لهم الإسعافات
نعن
انه عماد سهيل الكفارنة
احد
ابنائنا و ابطالنا في الأرض المحتلة الأرض المقدسة
قلت
مرت الأحداث و مازال الفتى يحاول المساعدة سرا و علانية و مازالت نفسه الطاهرة
العفيفة تأبى الا ان تكون من جنود الله
المشكل
الوحيد الذي صادف الفتى هو العملية
انها
عملية نزع البلاتين و بالطبع هي من ابسط العمليات و التي بإمكان أي طبيب مبتدئ ان
يعملها و بدون خطورة
المهم
ان الفتى في الأيام الأخيرة زادت حركته بالمنزل و مع اقرباؤه كان كثير المرح و
الدعابة ليزيد من تعلق كل من حوله به فلقد طرق القلوب بالحب و المودة و الرحمة و
صلة الرحم و قال والده انه كان قريبا من العائلة جدا في الأيام الأخيرةو خصوصا من
والداه و كأنه كان يحس بما سوف يحدث له
يقول
أحد أقارب الفتى انه كان يقضي الليلة عنده قبل الموعد الأول للعملية و قد أعرب
الفتى عن خوفه من العملية إلا ان قريبه طمنه و هو يداعبه بقوله
...أين
الرجولة يا عماد ...الست انت من كان يحوم كانسر بروح طاهرة قوية اثناء الحرب...و
الآن انت خائف من مشرط صغير و عملية اصغر...اين الرجولة يا بطل...
و
فعلا كلام القريب طمن الفتى و خصوصا و انه يحبه و يعتبره اب و اخ و عم لأنه يعلم
علم اليقين ان العم يحبه كثيرا و لا يتمنى له إلا الخير
المهم
انتقل الفتى الى المستشفى و بالطبع مع والده و قريبه إلا ان الطبيب اعتذر عن اجراء
العملية لسبب او لآخر المهم ان قريب الفتى أعلم الطبيب من تخوف الفتى الا ان هذا
الأخير عمل بواجبه و طمنه للغاية بأن العملية ابسط مما يتوقع بل بالكس الخطر كان
في الأولى و ليس الآن و العملية بسيطة جدا جدا
و
في حالته النفسية ما كان على الفتى الا ان يقتنع بالأمر لأن الدكتور هو الذي يقول
و طبعا هي الحقيقة و الطبيب لم يقل غيرها لأن العملية بالطبع كانت سهلة جدا جدا
جدا
حدد
يوم الإثنين بيوم العملية
طبعا
الفتى اطمأن قلبه و مارس حياته عادية جدا لدرجة ان يوم العملية منع والده من
الدخول معه المستشفى لأن الأمر بسيط و لا داعي لتوتر اعصاب والده
دخل
المسكين و هو لا يعرف انه لن يخرج منها إلا جثة هامدة بسبب اهمال و لا مبالاة
الطبيب و عدم المسؤولية
الأمر
بسيط كما قال له الطبيب
بالفعل
جرعة زائدة من المخذر تعطى للفتى و يترك ليموت
بالفعل
عملية سهلة
نورالدين واليحين