السلام عليكم:
غضبت مانيلا من عمها كيف لا وهو يسلبها كلبها فلاش الذي ربته منذ كان جروا صغيرا، بينما يعرف ولعها به؟
لقد كان كلبا رائعا ، بالغ القوة ولكن برشاقة،لونه أبيض مبقع بالسواد،وكان يعجب كل من شاهده .
وكان قريبا منها على الدوام، ويتبعها أينما ذهبي .ولم يكن قد خطر على بالها قط.حين أخبرها عمها بأنهما سيذهبان ألى لندن ،أنها لن تأخذ فلاش معها.
والآن ، ألا يكفي أنها ستفقد منزلها حيث ولدت وترعرعت، لتفقد فلاش،وهيرون أيضا؟ هيرون جوادها الذي كانت تمتطيه دوما ، والذي كان معروفا بأنه يخصها وحدها.
كانت تعلم جيدا أنه لم يكن في الإسطبلات ما يعجب شخصا مثل اللورد لامبورن سوى حصانين فقط، أحدهما حصانها ذاك .
وفوق كل هذا كله، يريد عمها أن يزوجها من شخص لايمكن لها أن تحبه يوما ما.
يريد أن يزوجها من عجوز متداع يريد زوجة،فقط لكي ينجبوريثا.
وتملكها الذعر حتى ودت لو بإمكانها الصراخ، والصراخ....
زلكنها عادت فحدثت نفسها بأن عليها أن تتمالك نفسها،
وذلك لكي تجد لنفسها مخرجا من هذا الوضع الذي شعرت معه بأنها تكاد تختنق.
ورفعت نظراتها الى صورة أبيها المعلقة ،فوق المدفأة، والتي رسمها له في شبابه رسام شهير كان قد سبق ورسم صورة لولي عهد المملكة.
كان أبوها، إيرل اوف آفوندال السادس يبدو رجلا بالغ الحساسية والشهلمة،وذلك بعكس عمها تماما.وطالما كانت تتأمل ،ذاهلة،في ذلك الفرق البيّن بين أبيها وأخيه الأصغر.
وتذكرت مرة حين تلقى فيها فاتورة باسم أخيه لم يتمكن هذا من تسديدها ، وكيف أن أباها قال
(في كل أسرة يوجد شخص سيئ،ولا شك أن هربرت هو أسوأهم جميعا.))
وتمكن أبوها ،بشكل ما، من سداد فاتورة أخيه، ولم يكن هذا للمرة الأولى ، ولا الأخيرة.
ولا شك في أن عسر الأحوال والضنك الذي يعانونه الآن، هو نتيجة تبذير عمها واسرافه.
وطبعا ، زادت الحرب من تعسّر الأمور،إذ جعل عددا من مستاجري المنازل يتخلون عنها نظرا لاتساعها.وكذلك لم يستطيعوا حتى دفع الأجور المعقولة التي كان يطلبها الإيرل.
وفي نفس الوقت ،تحسن دخل المزرعة حيث توقفت الواردات الى الأسواق، من الخارج.
ومن هنا، كان على انكلترا أن تكتفي نفسها بنفسها.ولكن ما ان انتهت الحرب،حتى شعر المزارعون بمرارة الحاجة.وأغلق عدد من مصارف الأقاليم أبوابه.
وتمنت مانيلا،وقد تملكها اليأس، لو كان أبوها مازال حيا.
وكانت قد داهمته نوبة قلبية في الخريف الماضي.
وهكذا ورث أخوه هربرت، العضو السيئ في الأسرة، اللقب.
يتبع في الحلقة القادمة.
قدمتها لكم عفاف.