السلام عليكم:
وحيث أنه لم يكن ينتظر أن يحصل على ذلك قبل سنوات كثيرة،فقد فقد اتزانه أثناء الجنازة،ولم يستطع أن يبدو كما هو منتظر منه من وقار وحزن.
ذلك أنه كان هناك إمكانية أن يتزوج أبوها مرة أخرى وينجب وريثا.
ولكن ،ها هو ذا الآن أصبح الإيرل.
وحالما انتهت مراسم الجنازة،أخذ هربرت ينظر حوله مفتشا عن شئ يبيعه . ولكن معظم اللوحات والأثاث كانت وقفا على ورثة اللقب دون ذكر الأسماء.
وكان هربرت قد قال لمانيلا دون أي أثر من الجرح (يمكنني الآن أن أجد لنفسي عروسا غنية.))
ولمالم تجب،نظر إليها لاويا شفته (لاتنظري إليّ بهذا الشكل،إنك تعلمين جيدا ،كما أعلم، أن أباك قد عانى من الإفلاس مؤخرا،وهذا شئ كنت أنا قد عانيت منه سنوات وسنوات.))
وسكت لحظة،ثم تابع يقول (ولكن الإيرل ،سواء كان غنيا أم فقيرا ،هو شئ يختلف عن أخ أصغر لايرث،قانونيا ،شيئا ،وليس منتظرا منه شئ.))
فقالت له بجمود (إذن،فأنا أتمنى لك أن تعثر على عروس تجد السعادة معها.))
فأجاب (سأكون سعيدا مع أية امرأة بشرط أن تكون غنية.))
ثم ذهب الى لندن مصطحبا معه ما بإمكانه بيعه،وكان من بينها أوان صينية كانت أمها شديدة الولع بها.وعندما حاولت مانيلا منعه من إخراجها من القصر قال لها (لا تكوني غبية .انك تعلمين أنني بحاجة الى المال،كما أنني سأفتح منزلنا في ساحة بيركلي في لندن لمصلحتك فقط قبل أن يكون ذلك لمصلحتي.))
فنظرت إليه ذاهلة،وسألته (وكيف يمكنك الإنفاق على كل هذا؟لقد كان أبي يقول دوما ان ذلك يكلفنا كثيرا إذ سنكون بحاجة إلى اقتناء عدد كبير من الخدم.((
فقال (أعلم ذلك.ولكنني سأغلق هذا المنزل،تاركا فيه بعض الخدم فقط،إذ ربما أردت إقامة حفلة هنا.))
وعندما رأى ما بدا على وجه مانيلا من ذعر ،سارع يقول (ذلك طبعا لكي أترك في نفس العروس الغنية انطباعا قويا في نفسها عندما ترى منزل أسرة الإيرل أوف أقوندال الكبير.))
ومكث في لندن فترة طويلة جعلت مانيلا تأمل في أن يكون ما سبق وقاله،مجرد كلام فارغ.
وربما لم يجد العثور على زوجة غنية سهلا كما كان يظن .
وإذا به يعود أمس بشكل غير متوقع.
ومن اللحظة التي دخل فيها المنزل،شعرت مانيلا بالإنكماش عنه.
فقد بدا غير مشابه لأبيها على الإطلاق.وكانت دوما تشعر بأن ثمة شئ في عمها يبعثعلى عدم الرضا.
وفوجئت وهي تراه،بمبلغ ما يبدو عليه من أناقة بالغة.
فقد كان مستقلا عربة جديدة غالية،كما أن الحصانين اللذين يجرانها كانا مليئين صحة ونشاطا.
وعندما دخل المنزل،ساورها رجاء في أن يكون قد عثر على عروسه المبتغاة.
ذلك أنها كانت ترجو ،إذا هو تزوج،أن لا تعود فتراه كثيرا.
وهاهو ذا الآن يفجر القنبلة.
وبعد الصدمة التي أحدثها في كيانهاقوله ذاك،لم تعد تستطيع التفكير بوضوح.
كان فلاش مستلقيا على السجادة،فجثت بجانبه تقول بصوت متهدج ( لا أستطيع تحمل خسارتك...لاأستطيع.
وطالما سمعت عن مبلغ قسوة اللورد لامبورن على خيله وكلابه.))
وانهمرت الدموع على وجنتيها،فمسحتها وهي تتابع قائلة (ماذا بإمكاني أن أفعل؟آه يا فلاش، أخبرني ماذا أفعل،كما أنني سأموت إذا ذهبت الى لندن وأرغمت على الزواج من رجل فظيع...))
كانت تعلم أن هذه فكرة هائلة،ولكنها،مع ذلك،حقيقية.
وكيف يمكنها العيش من دون كلبها وحصانها؟ألا يكفيها فقدان أمها أولا،ثم والدها بعد ذلك،والذي كانت تكن له أعظم الحب؟
لقد شعرت عند موته،بأن المستقبل قد أظلم في وجهها.
ولكن لم يخطر ببالها قط،حتى في أسوأمخاوفها مما قد يقوم به عمها،لم يخطر ببالها أنه سيفصلها عن الحيوانين الوحيدين اللذين تحبهما أكثر من أيّ شئ آخر في العالم.وأنه سيأخذها الى لندن ليلقي بها الى زوج اختاره لها.حتى انه لم يكلف نفسه عناء استشارتها.
وقالت (كلا..لن أقبل بهذا..لن أقبل.))
يتبع في الحلقة القادمة.
من تقديم عفاف((ارجوا أن تنال اعجابكم.))